في عام 1925 وفي العشرين من شهر نيسان (أبريل) وهو ما يتوافق مع مرور خمسة وثمانين عاماً وفي نفس هذا اليوم، سُلخت دولة عربية (أمارة الأحواز) وضمت قسراً بتآمر (بريطاني - إيراني)، وقد لا يعلم الكثيرون أن المعتمد البريطاني في الخليج وبمناسبة زيارة قطع بحرية بريطانية إلى مياه الخليج العربي الذي كان يخضع للاستعمار البريطاني بضفتيه الشرقية والغربية، وبمناسبة زيارة القطع البحرية العسكرية آنذاك إلى ميناء المحمرة أقام ممثل بريطانيا والحاكم الاستعماري للمنطقة حفلاً على ظهر إحدى القطع العسكرية دعا إليه أمير أمارة الأحواز الشيخ خزعل الكعبي، الذي فوجئ بوجود عدد من الضباط الفرس منهم الجنرال رضا بهلوي الذي أصبح فيما بعد (شاه إيران) والذي خرج من الحفل مستلماً الشيخ خزعل الذي قام البريطانيون بتسليمه مكبلاً للجنرال الإيراني بعد أن ضموا (الأحواز) إلى ممتلكات الشاه نشاه وتحويل الأرض العربية إلى أرض إيرانية، وهكذا يفعل المستعمرون وبخاصة البريطانيون الذين انتزعوا أرضاً عربية أخرى بعد 23 عاماً، حينما انتزعوا أرض فلسطين العربية وسلموها لليهود، تكراراً لما فعلوه في الخليج العربي عندما اقتطعوا أرض الأحواز العربية بما تمتلكه من ثروات بترولية هائلة وتسليمها للفرس، وهو نفس ما فعلوه بعد 47 عاماً حينما سلموا الجزر العربية في الخليج العربي (جزيرة أبو موسى، وطنب الكبرى وطنب الصغرى) إلى الإيرانيين أنفسهم.
وعلى الرغم من مرور خمسة وثمانين عاماً إلا أن الأحوازيين يقاومون هذا الضم القسري وحافظوا على الهوية العربية لهذا الإقليم العربي رغم جور المحتلين الفرس واضطهادهم وقتلهم وتنفيذ العديد من عمليات الإعدام والتهجير إلا أن العرب الأحوازيين لا يزالون يقاومون هذا الاحتلال ونفذوا العديد من الانتفاضات والتظاهرات التي تشهد تكثيفاً وتكراراً في هذا اليوم العشرين من نيسان الذي لا يمكن أن ينساه الأحوازيون العرب، رغم أن أشقاءهم العرب لا يعرفون أن الأحواز عربية أُلبست ثوباً فارسياً وغُيِّب حتى اسمها الذي استبدل باسم فارسي (خوسسّتان) إمعاناً في التضليل.
jaser@al-jazirah.com.sa