تواصل البناء والوصول إلى النموذج الأمثل في تطوير الوطن، ومواكبة التطورات العلمية التي تتحقق كل يوم، تتطلب اقتحام التحدي الحضاري، بتوظيف كل الإمكانيات واستثمار كل جديد في المجالات العلمية، والاكتشافات التي تضيف بعداً للتطور الحضاري تعالج من خلالها كثيراً من المعوقات التي تحد من الطموح الإنساني في توظيف ما يتوصل إليه العقل البشري لرفع مستوى الحياة.
والمملكة العربية السعودية كدولة نامية تعمل على مواكبة التطور والتقدم الذي يخدم إنسان هذه الأرض، ويطلق قدراته الفكرية والعلمية والعملية، من خلال المشاركة الفاعلة في الاستفادة مما توصلت إليه الدول المتقدمة ومراكز البحوث العلمية والجامعات المتخصصة، واستخدام المخرجات العلمية وتفعيلها لخدمة إنسان هذا الوطن والمقيمين على أرضه، ومشاركة البشرية في تطوير استخدامات الاكتشافات العلمية ومخرجاتها الإضافية خاصة في القطاعات والعناصر التي تعاني بلادنا من شح في تواجدها، أو تشهد تزايداً في الاستعمال، كاستخدامات الطاقة الكهربائية والمياه التي ستظل حاجة المملكة لتوفيرها بشكل يتضاعف ويتزايد عاماً بعد آخر. ولذلك فإن توجه المملكة باستخدام مصادر بديلة مستديمة وموثوقه لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة لابد أن يقلل من اعتماد المملكة على المواد الهيدروكربونية التي تستهلك وبكثرة في بلادنا. إذ إن الاتجاه إلى مواد بديلة توفر الطاقة لابد وأن يؤدي إلى إطالة عمر ما تمتلكه من مواد هيدروكربونية وإبقائها ولفترة طويلة مصدراً للدخل.
وكون الطاقة الذرية من أهم وأفضل الوسائل التي تحقق حاجيات الوطن والمجتمع وتلبية متطلباته خاصة في مسائل الطاقة والمياه والاستخدامات الطبية والمجالات الزراعية والاحتياجات الوطنية الأخرى. ولهذا، وبعد دراسات علمية وإدارية وتقنية وقانونية استكملت قيادة المملكة إيجاد وبناء المؤسسات العلمية والبحثية، لتقدم للوطن إضافة مهمة لتوطين التقنية المتقدمة والتي أصبحت هدفاً ومسعى لدول عديدة التي تهدف إلى تحقيق فوائد جمة من خلال الاستفادة من الطاقة الذرية للأغراض السلمية.
وهكذا جاء إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ليجسد كل هذه الطموحات وفق نظامها المعلن والمجلس الأعلى الذي سيوجه أعمالها والمهمات التي ستقوم بها المدينة بإدارتها التنفيذية التي يتواجد على رأسها علماء سعوديون متخصصون، تجعلنا متفائلين بالسير مطمئنين في طريق الاستفادة العلمية والسلمية من الطاقة الذرية والطاقة المتجددة لتطوير بلادنا واللحاق يسير الدول المتقدمة.
خطوة أخرى من خطوات التطوير والتقدم يدفع بها خادم الحرمين الشريفين المملكة إلى المستقبل الذري لتزيد من تمكن المملكة وتعزز رفاهية مواطنيها.
***