قد يستغرب البعض حين يقال: إن هناك مهاماً كثيرة لايعرف من المسؤول عنها بالتحديد، أو حين يقال: إن بعض السلبيات والمخالفات والتعديات ضاعت المسؤولية فيها بين أكثر من جهة، أو حين يقال كذلك: إن هناك جهات تغص بمسؤوليات، أو تنبري لمهام واختصاصات لا قبل لها بها. خذ هذا المثال البسيط من ظواهر كثيرة يبدو حيالها تجاهل المسؤول لها، أو تنصله منها، ذلك ما نشاهده في تلك (المستودعات)، أو بمعنى أصح (ورش التجميع، أو التشليح) الضخمة المحيطة بمعارض السيارات في (النسيم)، وربما كذلك في (الشفا)، في قلب العاصمة (الرياض)، من المؤكد أن (الأمانات العامة للبلديات) هي التي تزعم دائماً وتتبنى المتابعة الميدانية للمخالفات، ومحاولة إزالة كل ما يسيء، أو يشوه، أو يشكل خطراً أمنياً، أو صحياً على الأحياء والمواطنين، لكن أمام تلك الكوارث الأمنية والبيئية المحيطة بسكان (حي المنار، والنسيم، والشفا) يبدو، وكأن الأمر لايعنيها؛ لأسباب لانستطيع تفسيرها.
|
من الثابت أن هناك شكاوى فردية من المواطنين أصيب أصحابها باليأس والإحباط، والذل والهوان، ومن المؤكد أن هناك بعضاً من المواطنين آثروا الرحيل المر، أو الصمت حرصاً على صحتهم وسلامتهم وأمنهم.
|
في ساعات متأخرة من الليل، أو في الصباح الباكر من كل يوم، وحين يغيب الرقيب تبدأ الحركة المجهولة هناك، تدار بأيدٍ معظمهم من الوافدين الأجانب. لاتدري بالفعل عن تلك (الأحواش القديمة) التي تفتقر إلى أدنى مقومات السلامة، هل هي ورش لإصلاح السيارات، أو مصانع تجميع، أو أماكن معدة للتشليح السريع، ولا ندري عن السرّ في قربها من المعارض.
|
كل من يعمل بها حريص كل الحرص على عدم فتح أبوابها إلا في لحظات خاطفة، أو في أوقات يغفل عنها الرقيب، أو تقل فيها ذروة الحركة، وهم حريصون كل الحرص على تخزين السيارات ذات الموديلات القديمة، والفارهة أحياناً، ولا تستغرب إذا لاحظت بعضها لاتحمل لوحات، أو عبارة عن هياكل.
|
حقاً لقد أمست تلك الأماكن التي تقع وسط الأحياء مبعث شك وريبة وقلق للمواطنين الغيورين على سلامة بيئتهم، والمحافظين على أمن وطنهم، ولذلك فهم لم يألوا جهداً في الرفع للمسؤولين عبر جميع القنوات الرسمية والإعلامية، وسيظلون كذلك منطلقين من واجبهم الديني، والوطني، والاجتماعي.
|
قبل أربع سنوات استبشر المواطنون في تلك الحياء، وهم يسمعون عن تشكيل (المجالس البلدية)، ويقرؤون عن لوائحها ومهامها، على أمل كبير أن يجدوا فيها ما يحلّ تلك المشكلات، ولازالت الآمال معقودة، لاسيما وأن مثل تلك الظواهر من صميم أعمال تلك المجالس، ومن أولويات اهتمامات المرشحين، كما بدا ذلك في حملاتهم الانتخابية. إذن كيف سيجيب المسؤول، أو العضو حين يسأل أمام الله والمسؤولين عن تلك الظواهر التي مضى عليها أكثر من (ثلاثين) عاماً، وهي تتفاقم مشكلاتها وآثارها يوماً بعد يوم.
|
إننا حين نتأمل بعين الإنصاف، وبمنطق العقل الجهود الكبيرة، والإنجازات العظيمة الذي تضطلع بها (أمانة كأمانة منطقة الرياض) لانملك أمامها سوى الشكر والتقدير، والدعاء الخاص لسمو (أمين منطقة الرياض) على إنجازاته الحضارية الكبيرة، ولمساته الفنية الرائعة، ونردد قول القائل:
|
ولم أر في عيوب الناس عيباً |
كعجز القادرين على التمامِ |
|