ليس جديداً أن يقوم وزير خارجية الكيان الإسرائيلي بتحرك أو عمل أو حتى قول شاذ يصدر عن هذا (الوزير البلطجي)، الذي أدخل معه إلى العمل الدبلوماسي ثقافة الحراس الليليين للكابريهات والملاهي الليلية، كون طبيعة هؤلاء البلطجيين الذين تربوا في العلب الليلية الخروج الدائم على الأخلاق السوية والقول العنيف، ولذلك فإن سلوكياتهم ومناهجهم تنعكس على أداء الوزارة أو الإدارة التي يرأسها ذلك (السياسي)، الذي توصله الحركة الحزبية لها، فالدول التي تأخذ بأسلوب تناوب السلطة بين الأحزاب وتنهج التسلسل الحزبي، إذ توصل القاعدة الحزبية ممثلها ومثلما هي طبيعة المجتمع وقاعدته الجماهيرية يكون ممثلو الأحزاب، ولهذا فلا عجب أن تفرز الأحزاب الإسرائيلية نوعيات متشددة دينياً ومتطرفة صهيونياً وعنيفة في أفكارها وأقوالها ف(الإناء ينضح ما فيه) ولذلك فوصول ليبرمان إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقبل ذلك لرئاسة حزب إسرائيلي يضم المهاجرين اليهود من دول الاتحاد السوفياتي ليس غريباً على تركيبة المجتمع الإسرائيلي المكون من قوميات متعددة ومن جماعات متناثرة وسلوكيات وأخلاق أكثرها متطرفة وشاذة، نتيجة الشعور بعقدة النقص التي لازمت الشخصية اليهود منذ عهد الشتات.
لذلك ليس غريباً أن تتناثر تهديدات وإساءات ليبرمان للدول، ومنها دول لها علاقات دبلوماسية مع الكيان الذي من مهمة ليبرمان توطيد علاقته معها وليس الإساءة لها، كما تشير تصريحات ليبرمان دائماً وليس فقط الدول التي لا تعترف أصلاً بالكيان الإسرائيلي.. ولهذا فإننا هنا في المملكة العربية السعودية لم نستغرب تفكير ليبرمان وتخطيطه لترتيب حملة إعلامية ضد المملكة، لأن المملكة (شوكة) في حلق إسرائيل، وأنها تعمل وتدعم أي عمل يؤدي إلى رفع الظلم الإسرائيلي الذي يتراكم كل يوم على الفلسطينيين وغيرهم من العرب الذين ابتلوا بالاحتلال الإسرائيلي.
كما أن المملكة لها القدرة على مواجهة أي خطط وتحركات خبيثة سواء من إسرائيل أو غيرها، ولا تكترث لأقوال ليبرمان وحتى لمن يروجون لهذه الأفكار، فالدول التي تؤسس سياستها وعلاقاتها على مبادئ أخلاقية في عصر اختفت فيه الأخلاق عن العمل السياسي الدولي لا تدخل في مهاترات خاصة مع كيانات أقيمت بخرق واضح للقيم والأخلاق ويقودها أشخاص ملوثون كالمدعو ليبرمان.
***