هل الأمانة مسؤولة عما حدث في سيول الرياض؟ بعد أن هدأت الزوبعة قليلاً يمكنني أن أقول نعم يا سمو الأمين، نعم الأمانة مسؤولة مسؤولية كاملة وسأقول لك يا سمو الأمين لماذا الأمانة مسؤولة:
أولاً: الأمانة لم تفصح عن المشكلة قبل وقوعها، وهذا جزء من المشكلة، على الأمانة أن تفصح عن كل المشاكل المتوقعة إعلاميا وأمام ولي الأمر - حفظه الله - حتى لا تتكرر مأساة جدة، وأنا لا أتحدث عن مأساة سيول فقط، بل مأساة سيول ومأساة ازدحام، ومأساة بيوت آيلة للسقوط، ومأساة شوارع ومآسي أخرى، الأمانة أكثر الناس معرفة بها ولكنها صامتة!
ثانياً: رغم معرفة الأمانة بأخطار السيول، إلا أنها ليس لديها أي خطة طوارئ فعالة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يجب أن يوجد نقطة إيقاف في كل منطقة محتمل أن تكون موضع خطر يتم إغلاقها على السيارات عند منسوب معين و أوتوماتكيا، بحيث إذا وصل المنسوب لحد معين يتم إيقاف السيارات ومنعها من دخول تلك المناطق المنكوبة.
ثالثاً: ما نوع العلاقة بين الأمانة وجهات الطوارئ الأخرى مثل الداخلية والجيش والحرس الوطني، ففي حالة الطوارئ القصوى يجب أن يكون هناك تنسيق بحيث يتم الاستعانة بكافة القطاعات التي تعمل من أجل إنقاذ حياة الناس، ويجب أن تستعد الأمانة بوايت أو عشرة أو مائة وايتات لسحب المياه!!
رابعاً: هل تعرف الأمانة حجم الخطر لو استمر مطر الرياض لمدة اثني عشر ساعة أخرى بنفس الزخم؟ يجب أن تكون الأمانة قادرة على الإجابة على هذا السؤال وتحديد الأماكن الخطرة والمنكوبة قبل وقوعها حتى يتم شحن وتجييش كافة الإمكانيات لتلك الأماكن.
رابعاً: هل توجد أخطاء أو إهمال أو ما شابه ذلك في شركات إنشاء التصريف للسيول؟ الإجابة على هذا السؤال يجب أن يأتي من قِبل الأمانة لا من قِبل الناس، على الأمانة أن تكون مستعدة تماماً لمثل هذه الأسئلة وأن تكون مستعدة لكشف الأوراق وأن تكون لديها القدرة على الشفافية وعلى كشف أي عقد أو عقود أو أي إثباتات تدين الشركات أو المتواطئين فيها أو معها، بمعنى آخر يجب أن تكون الأمانة في جانب كشف ذلك لا إثبات عدم وجوده لأننا متفقون أن الأصل بجميع موظفي الأمانة هو العدل والثقة وما عدا ذلك فهو عمل فردي ولذلك على الأمانة أن تكون أكثر طلباً للأدلة والإثباتات فيما لو كان ذلك كذلك!
أخيرا: الحديث عن الأمانة ليس عيباً فيها، بل محاولة لإكمال بنيان الوطن بكافة قطاعاته، فلماذا سمو الأمين حساس جدا من نقد الأمانة، النقد يقوي إدارته ولا يضعفها، ولا يضعه هو شخصياً موضع تهمة في أي تقصير، بل النقد محفز لبذل المزيد وإخلاء الذمة والضمير من أي عيب وتقصير.
أتمنى أن يكون هناك وعي إعلامي، لأن دور الإعلام هو النقد والمحاسبة، وممارسة دوره في أن يكون سلطة رابعة بطريقة بناءه، على أي مسؤول أن يتذكر هذا، وأن عصر الانفتاح الإعلامي الذي نعيشه يجعل من وسائل الإعلام مكملة وفاعلة لكافة مؤسسات المجتمع، والإعلام الحقيقي هو الذي يمارس دوره بحياد وموضوعية.
www.salmogren.com