Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/06/2010 G Issue 13785
السبت 14 رجب 1431   العدد  13785
 

جداول
هيئة السياحة: هذا أهم منجز لك إذا نجح..!
حمد بن عبد الله القاضي

 

قلت ذات مقال: إن الرهان على نجاح الهيئة العامة للسياحة في تحقيق هدفها الوطني الاقتصادي هو إنجازها تصنيف الفنادق والوحدات السكنية وإعلانه ليكون المواطن على بينة في اختيار السكن المناسب درجة وسعراً، وقد تم تصنيف الدرجات في خطوة موفقة تحسب للهيئة.

بقي الأهم ماذا عن الأسعار بعد أن انتهى تحديد الدرجات، حيث إن الساكن لا يعرف حتى الآن أسعار درجات الفنادق وخدماتها، والمؤمل أن تكون أسعاراً معقولة غير مبالغ فيها تثقل كاهل الساكن وفي ذات الوقت تكون مناسبة ومشجعة للمستثمر غير الجشع سواء كان سعودياً أو أجنبياً.

وفي هذا السياق هناك قضية مهمة وخطيرة تتعلق بالأسعار والحجوزات بالفنادق، ومع الأسف اللاعبون فيها أو بالأحرى المتلاعبون فيها شركات أجنبية ترفع أسعارها، وقد كشف ذلك أحد المستثمرين في مجال السياحة والسفر من باب حرصه على تشجيع السياحة الداخلية وهو أ. مهيدب المهيدب فقد صرح بالملحق الاقتصادي في هذه الصحيفة بتاريخ 8-7-1431هـ بما يلي: (إن المشكلة تكمن في الفنادق العاملة في الداخل وبخاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر وجود تناقض في الأسعار داخل الفندق الواحد، وبيع الغرف الفندقية بالكامل في أشهر المواسم لشركات سياحة خارجية، ثم تتحكم هذه الشركات في أسعار بيع الغرف الفندقية).

أثق في قدرة وشجاعة سمو رئيس الهيئة في إعلان الأسعار التي توصلت إليها الهيئة بعد جهد كبير.. حيث - مع الأسف - نلاحظ تباري الفنادق بالفترة الأخيرة وبخاصة التي تديرها شركات أجنبية في رفع الأسعار سكناً وأغذية.. تصوروا أحد الفنادق في جدة ضاعف سعره خلال فترة محدودة، والحبل على الجرار مع الأسف ما لم تبادر الهيئة بإعلان الأسعار، إن الناس ينتظرون خطوتها التي طال انتظار إعلانها، نرجو ألا تكون الشركات الأجنبية أو أصحاب الفنادق هم العقبة أمام ذلك..!

تلك محبَّذة وهذا منبوذ..!

ما أبعد الفرق بين المجاملة والنفاق!

المجاملة مطلب مشروع وسلوك حضاري يزرع الحب، وينشر الألفة ويقارب بين القلوب.. وسواء جاء هذا السلوك عبر الكلمة الصادقة، أو الابتسامة المضيئة، أو النبيل من العطاء.

وحسبنا في تحبيذ التعامل الجميل مع الآخر قول الله تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} (سورة البقرة الآية 83).

وقول رسول المحبة صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة، والكلمة الطيبة صدقة).

أما النفاق فهو سلوك منبوذ يقوم على خداع الآخر.. وإضمار الشر للناس، وممارسة الكذب والافتراء، وقبل ذلك وبعده مخادعة الله، ولكن الله كاشف ممارسيه.

إن هناك برزخاً شاسعاً بين المجاملة والنفاق.

(المجاملة) - وحدها - هي التي تعتمر الصدق في العاطفة والتعبير، وهي التي - بالتالي - تهدف إلى زرع سنابل المودة بينك وبين الناس.

بينما (النفاق) مسلك مشين لا ينهض إلا على الخداع، ولا يهدف إلا إلى الإضرار والكراهية..!.

البشر ومغفرة الرحمن

كلما قرأت هذه الآية الكريمة: ?إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً ?النساء31

شعرت برحمة الله الواسعة على خلقه..!

إن الله العليم الخبير العالم بطبيعة النفس البشرية التي خلقها وكونها، الذي يعلم أن البشر مجبلون على الخطأ، لذا فتح لهم أبواب رحمته ومغفرته وبالأخص عباده الذين يخطئون لكنهم يجتنبون كبائر ما ينهون عنه.

ألا ما أوسع رحمة الله.

وما أكثر عتو البشر.

آخر الجداول

قال الشاعر:

لعمرك ما أهويت كفي لريبة

ولا حملتني نحو فاحشة رجلي

ولست بماشٍ ما حييت لمنكر

من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي

الرياض 11499 - ص.ب 40104

فاكس 014565576

hamad.alkadi@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد