متطلعين إلى استثمار إمكانات أقوى الاقتصاديات في العالم، تتجه أنظار العالم، بكل تصنيفات دولة ومراتبها المتقدمة والنامية، والأكثر نمواً والفقيرة إلى كندا وبالتحديد إلى مدينة تورينتو حيث يلتقي قادة عشرين دولة تمثل أكبر الدول الصناعية المتقدمة والدول الأكثر نمواً والصاعدة والمؤثرة في الاقتصاد الدولي لقوة إسهاماتها وأدوارها الفاعلة في مسارات الاقتصاد الأممي من خلال زيادة إنتاجها وامتلاكها للحركات الأساسية للاقتصاد، سواء بأسواق تزداد أهميتها لتنامي قدراتها الاستهلاكية ليس فقط لزيادة عدد سكانها، بل لقدرتها على الصرف والشراء بسبب زيادة الدخل القومي، وإذ كانت الدول الصناعية الكبرى التي انضوت تحت تكتل مجموعة الدول الثمانية قد قادت الاقتصاد العالمي ردحاً من الزمن إلا أن الأزمة الاقتصادية العالمية قد أوضحت أنه ليس من الحكمة تجاهل دور اقتصادية الدول النامية والصاعدة والأكثر نمواً، بل وحتى الأكثر تأثيراً في توجه الاقتصاد الدولي، وحرمانها في عملية إصلاح هذا الاقتصاد وإعادته إلى عجلة العمل الصحيح، وفعلاً أثمرت مشاركة الدول الأكثر نمواً في قمة مجموعة دول العشرين التي عقدت في واشنطن، والتي كانت القمة الثالثة لهذه المجموعة الاقتصادية والسياسية الدولية، أثمرت عن إسهامات عالية وفعلت مشاركة قادتها والأفكار التي طرحت في تلك القمة في تحسين الكثير من آليات العمل مما حسن كثيراً من الأوضاع الاقتصادية الدولية.
ولا شك في أن حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومشاركته في هذه القمة له أبعاد ومضامين عديدة تؤكد تنامي وزيادة وأهمية المملكة العربية السعودية في الأسرة الدولية وبالذات في المجالات الاقتصادية والسياسية سواء داخل هذه المجموعة الدولية التي ترسم وتضع السياسة الدولية للاقتصاد الأممي أو لدى الدول الأخرى في المجتمع الدولي، كما أن مشاركة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة لها أبعاد أخرى وتعزز أكثر من أهمية المشاركة السعودية ودورها الدولي في شقيه الإستراتيجي والاقتصادي إذ إن مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذه القمة التي يمثل قادتها القيادة الاقتصادية الأممية، مشاركة وحضور له أبعاد مهمة جداً لما له - حفظه الله - من مكانة كبيرة جداً في العالم، فقادة العالم ككل يكنون له الكثير من التقدير والاحترام لمواقفه الواضحة وتوجهاته المتزنة التي تجعل العالم أجمع يزيد في تقديره واحترامه لهذا الملك الإصلاحي الكبير.
***