عندما رسم رسام دنماركي رسوما مسيئة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام، تحركت الشعوب والمنظمات والشخصيات الإسلامية في مواجهة تلك الإساءة المتعمدة، بعض ردود الأفعال كانت مسيئة استدعت أن يقابلها ردود أفعال أكثر سوءا في دول غربية أخرى ساندت الرسام مدعية أن تلك نوع من الحرية!
الأمر بالنسبة لإيران لا يختلف كثيرا ففي كتبها ومنابرها يشتم صحابة رسول الله منذ زمن بعيد بل وحتى الرسول لم يخل من الإساءة المتعمدة من خلال الغمز واللمز في صحابته وبل وحتى في زوجاته الطاهرات وهن أمهات المؤمنين!
هذه الحملة المنظمة والقديمة التي تنال من الرسول في عرضه فيما يتعلق بالتحديد بزوجته عائشة والتي برأها القرآن الكريم، حيث ينال منها في كتب إيران والآن في القنوات الفضائية التي تمولها يجب أن تتوقف، خاصة وأن هناك توجهاً لوحدة المسلمين وتقريب مسافات الخلاف بينهم! فإذا كنا قد وقفنا موقفا قويا من رسام (فرد) عبر عن سوء فهمه الذي هو نتيجة لثقافة متعصبة أو لصورة سيئة قدمها الإرهابيون والمتشددون فما بالنا مع دولة إسلامية يتم بشكل منتظم الاستهانة برموز الإسلام من قبل فضائياتها ومنابرها، هذا أمر لا يجب السكوت عنه لأن في مناقشته وطرحه للحوار نصرة حقيقية لرسول الله ولصحابته! وما الجدوى التي يمكن الحصول عليها وراء الإصرار على النيل من أشخاص ماتوا وأفضوا أمرهم إلى الله، فهذا العزف المنفرد للنيل من الصحابة الذين هم خلصاء الرسول وبينه وبين بعضهم نسب ومصاهرة أمر غير مقبول!
إن منظمة المؤتمر الإسلامي مدعوة لبحث هذا الأمر وإرسال الرسل والمبعوثين فمن يتابع الفضائيات التي تدعمها إيران سيجد أن 80 % من حديثها هو إما سب وشتم ونيل من بعض الشخصيات الإسلامية أو الرفع من شأن أخرى مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا تسبوا أصحابي) وكأنه قد عرف أن هناك من سيأتي ويصبح شغله الشاغل هو الشتم واللعن!
إنني أتمنى من مبعوثي منظمة الإسلامي أن يسألوا الإيرانيين هل بينهم وبين صحابة الرسول مشكلة! إذا كان كذلك لماذا لا نحل هذه الإشكالية! أنا أول من يريد أن يشتري عرض الرسول وعرض عائشة وعرض عمر وأبو بكر ولا مانع لدي أن أشارك في صندوق يدفع للإيرانيين مقابل الكف عن الإساءة للرسول وصحابته! أتمنى أن توقف فضائيات إيران الناطقة بالعربية مهرجانات الشتائم التي تكال لصحابة خير البشر وهي بدعة في الدين لن تفضي إلا لهدم وتشويه الدين من خلال النيل من رموزه، وهو بحسب ما أرى أشد خطورة من ما قام به رسام الكاريكاتير، فما يصدر من إيران (الإسلامية) قد يعتقد أنه من صلب الدين وأن المسلم لن يستقيم إسلامه إلا إذا سب صحابة الرسول ونال منهم! وهذا أمر لا يرضي الله ولا رسوله ولا عامة المسلمين فهل تفتح منظمة المؤتمر الإسلامي هذا الملف مع الإيرانيين انتصاراً لله ولرسوله ولدينه، لعل الله يهديهم إلى الصراط المستقيم!
alhoshanei@hotmail.com