في كل أحاديثهم يردد العراقيون الذين آلت إليهم الأمور في العراق وباتوا يحكمون هذا البلد العظيم رغم تقطع حبل الولاء مع مثل هذا الوطن.. يقولون في أحاديثهم إنما هربوا من العراق واضطروا للتعاون مع الأمريكان والبريطانيين لينهوا الحكم الدكتاتوري في العراق..!!
هؤلاء يطأطئون رؤوسهم خجلاً بعد ست سنوات من حكم نوري المالكي وحزب الدعوة. فذلك الحكم الدكتاتوري لم يقتل مليون عراقي من خلال إشاعة ثقافة الفتنة الطائفية، وتشكيل مليشيات تقتل أهل السنة وتهيئ السبل أمام تنظيم القاعدة الإرهابية لقتل الشيعة فقط. فلم يكن في زمن ذلك الحكم الدكتاتوري أكثر من مليون طفل يتيم ولا مثلهم من أرامل العراق. ولم يكن أحرار العراق مشردين بين لاجئين في دول العالم كافة ونازحين بين مدن العراق بعد أن أجبرتهم المليشيات والعصابات وحتى أجهزة الأمن من شرطة وقوة دفاع بغداد على ترك منازلهم والاحتماء في المحافظات الأخرى.
اليوم وبعد أكثر من سبع سنوات من حكم الاحتلال منها ست سنوات من حكم حزب الدعوة وكبيرهم نوري المالكي، إلى أين وصل العراق الذي حقق حكامه الجدد ما كان الأمريكان يهددون به الحكم السابق من إعادة العراق إلى حياة القرون الوسطى..!! فقد تدنت الخدمات والبنى الأساسية، وتراجع كل شيء، وانتشرت الرشاوي والسرقات. وبدلاً من أن يحمي رجال الأمن الشعب تحول بعضهم إلى «قادة عصابات صغيرة» تَغِير على المصارف والشركات، وقد اكتُشف أن عمليات السرقة الأخيرة التي استهدفت البنك المركزي العراقي والمصارف والبنوك في بغداد قامت بها عصابات يقودها ضابط في الأفواج المكلفة بحراسة رئيس الحكومة والمسؤولين الآخرين.
آخر «هدايا» حكومة المالكي للعراقيين هي التعرض للمظاهرات التي اندلعت في البصرة والناصرية والسماوة بسبب انقطاع الكهرباء في هذا الصيف الساخن جداً، وبدلاً من أن يستوعب المالكي هؤلاء المحتجين، أمر بإطلاق النار عليهم فسقط اثنان منهم قتلى وخمسة جرحى، وعندما طالب بعض النواب المنتخبين الجدد باستدعاء المالكي وزير الكهرباء رد المالكي بأن مظاهرات البصرة والناصرية والسماوة قد سُيِّستْ لتشويه صورته حتى لا يعود رئيساً للحكومة.
لم يبق على نوري المالكي إلا أن يقول إن الصيف قد سُيِّس هو الآخر، لأن الحرارة وصلت إلى درجات عليا جعلت العراقيين يطالبون بتحسين خدمات الكهرباء التي «تعاطفت» مع العراقيين فواصلت الانقطاع لتحفيز العراقيين على التخلص من هذا الدكتاتور الجديد.
jaser@al-jazirah.com.sa