Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/06/2010 G Issue 13785
السبت 14 رجب 1431   العدد  13785
 
مستعجل
نظام ساهر لصالحنا
عبد الرحمن السماري

 

كل يوم يمضي.. يظهر لنا أهمية تطبيق نظام مثل نظام (ساهر) إذ لم يمض سوى أيام بسيطة على تطبيق هذا النظام وقد تحققت فوائده بشكل ظاهر.. وكانت النتائج بالفعل.. إيجابية.. وأدرك الجميع حجم ما حققه هذا النظام الجديد.

تطبيق نظام (ساهر) قلّص الحوادث المرورية.. وقلّص الإصابات والوفيات بفضل الله، وهذا مطلب كبير وإنجاز لا يستهان به، وهي نتيجة متوقعة لأن من أبرز أسباب الحوادث القاتلة هي السرعة الزائدة.. وهذا النظام الجديد دخل في حرب مع هذه السرعة الجنونية فهو بكل المقاييس نافع ومفيد.

أضف إلى ذلك أن شوارعنا خلت أو تكاد تخلو الآن من أولئك الذين لا يمكن أن يقال إنهم يسيرون بسيارات، بل يطيرون بطائرات.

تشاهد أحدهم في الشوارع، ويخيل لك أنه سيقلع بعد دقائق، كما أنهى مشاكل أولئك الذين يسيرون في الشوارع بسرعة زائدة وينتقلون من مسار إلى مسار بشكل يُزعج السيارات الأخرى.. أو قد يتسببون في حوادث مميتة أو إرباك للحركة.

الآن.. اختفت هذه (الحركات) البشعة داخل شوارعنا تقريبا، ولم نعد نرى أولئك الشباب الذين يسيرون بسرعة جنونية و(يحذف) سيارته يمينا وشمالا، ويبحث عن فراغات هنا وهناك.. ليقتحم هذه الفراغات بسيارته بشكل بشع للغاية لا تكاد نرى له مثيلا في أي بلد آخر.

إذاً هذا النظام حقق مكاسب كبيرة رغم ما ورد وقد يرد عليه من ملاحظات، أو قد يساق حوله من مآخذ أو أن هناك سلبيات أو جوانب قصور تأتي مع كل نظام أو مشروع جديد..

هل يوجد نظام أو مشروع جديد لا يختلف الناس حوله؟

فهناك من يرى أن هذه (المادة) أو هذه النقطة إيجابية.. وآخر يرى أنها سلبية وهكذا..

نعم.. ربما كان ينقص هذا النظام بعض الجوانب مثل تهيئة الشوارع بلوحات وتعميم هذه اللوحات وتهيئة الناس إعلامياً وتعريفهم بهذا النظام.. أو ربما إخضاع هذا النظام لشهر أو شهرين من التجربة بمعنى أنه يُطبق على أرض الواقع دون أن يكون هناك التزام بالعقوبات.. فيشعر المخالف بمخالفته دون أن يطبق عليه عقوبة.. وهكذا.

وهناك من يرى أن تطبيق هذا النظام حمل في هدفه إيقاع العقوبة واستحصال الغرامة فقط، دون أن يكون هدفه الأساسي هو ضبط الحركة في الشارع والقضاء على المخالفات والتجاوزات.. بمعنى أن السيارات التي تحمل كاميرا المراقبة.. تعمل (بتخف) لصيد المخالفين صيداً.. مع أن المطلوب هو إشعار قائدي السيارات بوجود الكاميرات في كل مكان ليكف الناس عن السرعة ويلتزم الجميع بالسرعة المحددة وهذا هو المطلوب وليس المطلوب هو الملاحقة والعقاب واستحصال الغرامات.

ليس المطلوب أن يقال حصل (كذا) مخالفات واستحصلنا (كذا) أموال، وأوقعنا (كذا) عقوبة بل المطلوب أن يقال إن شوارعنا صارت خالية أو شبه خالية من المخالفات، وبالذات السرعة الجنونية.

وفي الجملة.. فنظام (ساهر) نظام مدروس بعناية وطُبق بعد أن خضع لدراسات مستفيضة على أنه هو النظام الأنسب والأصلح ل(رْبِيْعنا) وبالفعل حقق هذا النظام الفوائد المرجوة منه.

يجب على الجميع التعاون مع هذا النظام الجديد.. فهو لصالحنا وهو خير (مُربّ) للسائقين وخير من يعودهم على الانضباط.. ويحارب التهور والجنون داخل شوارعنا.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد