أعرب د. عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود، عن فخره بجميع من شارك في مشروع إنتاج سيارة «غزال 1» سواءً من أساتذة أو خبراء أو مهندسين، وقال أثناء اجتماعه بهم، إن الجامعة في مراحلها المقبلة تريد أن تنتقل من جامعة تقليدية، خريجوها يصارعون في سوق العمل، إلى جامعة منتجة خريجوها يخلقون فرص عمل لأنفسهم وغيرهم.
هذا الكلام بشكله العام جميل ورائع، ولكن بشكله الخاص يثير الكثير من الحزن، فبعد كل هذه السنوات من مخرجات جامعاتنا، لا نزال نتحدث عن الخريجين الذين يصارعون في سوق العمل. نحن اليوم، بعد كل هذه العقود، لا نزال نحلم بأن ننتقل من جامعة تقليدية إلى جامعة منتجة.
الحلم مشروع، خاصة أنه جاء على لسان مدير أهم جامعة في بلادنا، والسؤال:
- هل يشعر الدكتور العثمان بالحزن نفسه الذي نشعر به نحن، عندما نلتفت وإياه إلى الوراء، إلى كل هذه السنوات التي لا مخرجات لها سوى مصارعة سوق العمل؟!
ربما أبدو قاسياً بعض الشيء، ولكنها قسوة المحب للجامعة والمؤمن بقدراتها، قسوة من يكاد ينهار عندما يشاهد واقع المخرجات الجامعية اليوم، قسوة من يعي بأن المشكلة ليست في الطالب، ولكن في المنهج ما قبل الجامعي والجامعي، قسوة من يجزم بأن في الجامعة رجالاً لو تم دعمهم إدارياً ومالياً، لاستطاعوا نزع فتيل الأزمة التي نعيشها في التعليم الجامعي، ولصنعوا فتائل ضوء جديدة.
نحن ننتظر يا دكتور عبدالله حلم الجامعة المنتجة، ننتظر الخريجين الذين لن يصارعوا في سوق العمل، بل سيخلقون فرص عمل لأنفسهم ولغيرهم، ننتظر ذلك بفارغ الفرح والأمل.