يرفع اليابانيون شعار «نعمل تسع ساعات: ثماني ساعات من أجل أنفسنا وعائلاتنا، وساعة من أجل اليابان» هذا الشعار الجميل والرائع الذي ابتكره حكيم ياباني شهير هو ما جعل بلد العلم والابتكار والاختراعات تتفوق في أي عمل.. فمن يصدق أن كرة القدم في اليابان لم تكن ذات قيمة، ولم يكن للساموراي الأزرق أي أهمية؛ فقد كان رقماً هامشياً في القارة، وحين شعر اليابانيون بأن كرة القدم ذات قيمة وأهمية عملوا على أن يكون مَنْ يمثلهم بمستوى اسم اليابان ومكانتها؛ فأسسوا لكرة قدم حقيقية تقدّم المتعة والنتائج وترفع اسم البلد؛ فعملوا تسع ساعات كلها من أجل اليابان؛ ليلحقوا بالعالم؛ فوصلوا ولحقوا بهم بل هم في طريقهم إلى مزاحمة كبار العالم في كرة القدم تماماً كما في الاختراعات المذهلة..
عليك فقط أن تشاهد الهدف الثالث لليابان في مرمى الدنمارك؛ لتدرك أن الكل يعمل من أجل اليابان.. إيثار.. جماعية.. حب.. تعاون.. ومن ثم تأهل لليابان للدور ثمن النهائي مع هولندا وعلى حساب الدنمارك والكاميرون.. ما يحدث في اليابان يختلف تماماً عن غيره من دول آسيا؛ فقد أثبتوا أن كرة القدم علم وفن وعمل، وأن الوصول إلى الهدف لا يأتي بالتمني والوعود والتصريحات، وأن العمل من أجل الوطن وللوطن هو وحده الوسيلة لبلوغ الأهداف، وأن العمل بروح الجماعة هو ما يقود الفرد للتألق والإبداع والنجومية.. فالتاريخ سيسجل للبديل أوكازاكي أنه سجّل هدف التأكيد للوصول إلى ثمن النهائي، ولكنه (أي التاريخ) لن ينسى هوندا وكيف كان نموذجاً للإيثار بتقديمه الهدف هدية لزميله البديل.. إنها اليابان النموذج المثالي للنجاح بوصفة الساعات التسع.
بقي أن أشير إلى أن ممثلنا العربي (المنتخب الجزائري الشقيق) قد فشل فشلاً ذريعاً، وأستغرب ممن أشادوا بأدائه؛ فالخضر خرجوا من المونديال بنقطة، وبلا أية أهداف.. فأي تشريف يتحدثون عنه وهم الذين أنسوا المتابعين إبداعات رابح ماجر وبلومي وعصاد في 1982م بإخفاقهم المدوي في جنوب إفريقيا؟!.. وسنظل نمني أنفسنا بممثلين لنا في 2014م يعوضون إخفاق الخضر في جوهانسبرج!
ومع المونديال يستمر الحديث غداً!