لا شك أن للنجاح مذاق خاص وطعم مميز حيث لا يمكن للنجاح أن يتحقق إلا إذا تذوق المرء طعم الصبر وتحمل العناء وخاض الغمرات وأبلى بلاءً حسنا في هذه الدنيا.. وعندما يصير المرء إلى نجاح فإنه ولا شك ينثر عبير الحب والوفاء لمجتمعه المحيط به ويتعامل بأسلوب حضاري مع أفراد هذا المجتمع الذي أتاح له الفرصة ليضع النجاح ويتذوق منه طعم الشهد وحلاوة التميز.. الناجحون يرسمون دوما على جبين مجتمعهم لوحات التميز والإبداع وينثرون لأمتهم إنجازاً يعبر عن ولائهم ويمدون لوطنهم أيادي الوفاء.. الناجحون هم رموز للأمة وهم أولئك الذين يحملون لواء الإخلاص الوفاء لمجتمعهم.. لقد أفل نجم الناجحين واختفوا عن الأضواء وابتعدوا عن التواجد في مناسبات الأمة لأن الأجواء أصابها ما أصابها من توتر واختلاف وتكاثر أعداء النجاح حولهم وتلوثت بيئة العلم بالصالحين الذين عكر واصفوه وصاروا سبباً من أسباب تعفن البيئة وفساد أجوائها.
الطالحون هم أولئك أعداء النجاح الذين أفسدوا على الأمة أبناءها الناجحين وقادوا بيئة العمل إلى السقوط في الحضيض الأسفلي.. ونهشوا جسد المجتمع حتى أحالوه إلى قطع متناثرة يزدريه الطامحون ويحتقره الأقوياء.
أعداء النجاح لا يضيفون نجاحاً للأمة ولا تميزاً للمجتمع لكنهم يتجهون به إلى هاوية السقوط لأنهم لا يحسنون صنعاً ولا يعملون بإخلاص من أجل الأمة والمجتمع بقدر ما يعملون لذواتم وأنفسهم ويخططون من أجل مصالحهم الشخصية.. وعلينا أن نروضهم ليكونوا مخلصين لأمتهم ومجتمعهم بالتحاور معهم وفتح قنوات اتصالاً بهم فإن لم تجدِ معهم تلك الحالة فالخلاص منهم بقوة النظام هو الأجدى والأحسن حتى تكون الأجواء العملية صحيحة معافة منهم ويبقى جسد المجتمع نظيفاً من علاتهم.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
عنيزة