Al Jazirah NewsPaper Friday  02/07/2010 G Issue 13791
الجمعة 20 رجب 1431   العدد  13791
 
شمس المصلحة
د. عبدالحميد بن محمد بن عبدالعزيز الهليل

 

شمس الوصل عند الكثير تسطع إذا حضرت المصلحة! فصاحب المصلحة يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح وكأن في يده الرمح! حتى يقنصك لمصلحته؟ يستمر ارتفاع شمسه وضوئه ويستمر فيرتفع ويرتفع ليرتفع ويرتفع!! فيضيء أرضك بشرط أن تملك مصلحة!! يبحث عنك أخيراً يجدك حتى لو لم يجدك فإنه سيجدك!! ما دامت المصلحة.. شمس السماء تميل إلى الزوال أما شمس المصلحجي لا تزول ولا تحول!! عجباً إنك تجد في أرض المصلحة شيئاً عجباً؟ فما دام أن هناك مصلحة.. فأرض المصلحة عندما يصير ظل الشيء مثله أو مثليه فإن المصلحجي لا يكون ظل لمثلك أو مثليك بل يكون كعدد شعر رأسك ظلاً لك!! آه من صاحب المصلحة تتوسط الشمس في كبد السماء وصاحب المصلحة قد أدمى كبدك بحبل وصله المتين المؤقت؟!! آه من صاحب المصلحة تغيب شمس السماء ولا تغيب شمسه! إنه يكون شمساً في النهار وقمراً مشمساً في الليل!! المهم أن يسطع عليك بنور يجهرك حتى لا تضيع عن نظره وبعد هذا وما كان قبل هذا؟ تحقق له ما يريد وتأتيه المصلحة لصالحه عند ذلك؟ يقبل لليل بهيم مظلم فتكون سماء اللامصلحة!! تتساءل أين صاحب المصلحة؟؟ لا تجد جواباً على ذلك إلا صوتاً وكأنه يقول:

لقد انتهت مصلحتي فغابت شمسي وانخسف قمري خسوفاً كلياً!!

لقد أصبحت سماؤك صافية من صاحب الوصل المؤقت! فهي سماء بلا كواكب وأرض بلا مواكب وبحر بلا مراكب!! وحبل الوصل أصبح مقطوعاً في عربة متعطلة أنت فيها راكب!؟ تنتظر في وسط هذا السكون والظلام وفجأة؟ تسطع شمس مصلحجي آخر ليستمر الوصل المنقطع والانقطاع الموصول الذي تنتظر أن ينقطع لا محالة كسابقه.. عند هذا، بدأ حبر قلمي بالانقطاع فهو يكتب ويقطع ويكتب ويقطع فسوف أنهي هذا المقال قبل أن ينفذ حبر قلمي تماماً!! عند هذا فكرت وقلت بلسان حال قلمي وهو يخاطبني!!؟ فيقول لي قلمي:

حتى أنت يا كاتب هذا المقال صاحب مصلحة!! فهل نسيت أنك تمصلحت مني حتى جف حبري! رددت على قلمي وقلت له: يا قلمي صحيح أني صاحب مصلحة منك ولكني اشتريتك بمالي!!

فرد علي مالي!! وقال:

يا كاتب وأنا مالي هل كان ذنبي أني أصبحت مالك؟ أنت مصلحجي فقد بحثت عني في كل مكان حتى كسبتني يا كاتب يا مصلحجي واشتريت بي القلم.

رددت عليه سريعاً بلهجة الواثق فقلت يا مالي:

لقد أنهكت جسمي وخارت قواي وبذلت الجهد فأنا أخرج من الصباح لكسبك!! فحصلت عليك بعرقي وكدي.. عند ذلك أقنعت مالي بردي ولكن بعد ذلك ناداني جسمي فقال:

يا كاتب وما ذنبي.. إنك مصلحجي!! أهلكتني وأنهكتني من أجل ماااال!! بعد هذا الرد من جسمي علمت أننا جميعاً أصحاب مصلحة والدليل أني سأبحث عن شخص ينشر مقالي أليست هذه مصلحة؟ بعد ذلك لاحظت أن الشمس قد خرجت وارتفعت قيد رمح فضاع وقتي من غير مصلحة!!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد