Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/07/2010 G Issue 13803
الاربعاء 02 شعبان 1431   العدد  13803
 
ايقاعات
من يحمي السائح السعودي؟
تركي العسيري

 

كنت قد كتبت في زمن مضى عما يتعرض له السائح السعودي في الخارج من ابتزاز، ونصب واحتيال، وكنت أنتظر إجابة على تساؤلاتي تلك من قبل سفاراتنا التي يعنيها الأمر، غير أن تلك السفارات لم تعر الأمر أي اهتمام، لاعتقادها كما يبدو أن مهمتها الأساسية هي إقامة الاحتفالات، وحضور المناسبات، ومنح التأشيرات، ولو كان ذلك على حساب كرامة المواطن السعودي، والذي بات صيداً سهلاً يتربص به أصحاب الفنادق والمطاعم والشقق وغيرهم. ولعل مشكلتنا كسعوديين، وهي مشكلة أزلية ساهمت فيها تربيتنا الأولية، الصراحة المفرطة في من نقابله، وممن يعرض علينا خدماته والبوح له بكل أسرارنا، ومن هنا تبدأ المشكلة، وفي النهاية إما أن تدفع وإلا فالتهمة جاهزة! أنا هنا لا أدعي أن السائح السعودي - وبالذات الشباب - منزه عن الأخطاء والعيوب، فهم في النهاية بشر, ولكنهم ليسوا وحدهم من يقع في حبائل الممارسات الخاطئة، الفرق أن السائح السعودي يسهل اصطياده ولا يجد من يحميه، بينما الآخرون يجدون الحماية والدعم لحل مشاكلهم من قبل سفارات بلدانهم، أعرف أن الاستقامة والحذر والبعد عن الأماكن المشبوهة مطلب مهم للبعد عن المشكلات، لكن ماذا عن ابتزاز الفنادق والشقق التي تضاعف أسعارها على السائح السعودي والخليجي؟ أين الرقابة المطلوبة من قبل مسؤولي السياحة في تلك البلدان العربية تحديداً. حكى لي صديق سعودي سافر لإحدى الدول العربية عن فارق السعر الذي وجده بينه وبين السياح الآخرين من الدول الأجنبية والذي بلغ الضعف، لقد ساد مفهوم خاطئ في قدرة السائح السعودي المادية مما يجعلهم يغالون في السعر، وأظنهم لا يعرفون أن السواد الأعظم من أولئك السياح هم من ذوي الدخل المحدود، وممن اقترضوا تكاليف الرحلة من البنوك والأصدقاء!

إن على سفاراتنا في الخارج أن تنبه المسؤولين عن السياحة في تلك البلدان إلى معاناة السائح السعودي واتخاذ التدابير اللازمة لمساواته بسياح البلدان الأخرى.

أتساءل بصدق لو أن ما يتعرض له السائح السعودي قد حصل لسياح من أمريكا أو أوروبا مثلاً هل ستصمت سفاراتهم، وهل سيظل السفير يشرب قهوته دون أن يعير ذلك أي اهتمام؟ أنا لا أطالب بأن يعامل السائح السعودي معاملة خاصة، وهو يستحقها فعلاً لقاء ما يدفعه لخزينة تلك البلدان من عملة صعبة، فسائح سعودي واحد يدفع عشرة أضعاف ما يدفعه سائح من بلدان أخرى، ومع ذلك أنا لا أطالب سوى بالمساواة مع السياح الآخرين. يقول أحد السياح السعوديين الشباب وقد قابلته في مطار إحدى تلك الدول: «السائح السعودي مأكول مذموم! ففي الوقت الذي يتفننون فيه في (تنظيف) محافظنا، بحيث نعود إلى بلدنا ونحن نقترض أجرة (التاكسي) الذي يوصلنا إلى منازلنا، لا يتورعون في اتهامنا بكل التهم!» أعجبتني عبارة (مأكول مذموم)، وتذكرت «الشعير» الذي ارتفع سعره هذه الأيام، وأهل الجنوب يقولون عن الشعير أنه «مأكول مذموم»، فهل نحن كالشعير حقاً؟!



alassery@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد