إحدى تبعات الغزو والاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، تقوية الأكراد العراقيين وجعلهم أقوى من العرب مجتمعين سنة وشيعة ومضافاً إليهم التركمان، فالأكراد الذين يهددون العراقيين بالانفصال يفرضون على حكومة المركز أن يحصلوا على أعلى نصيب من حصص المحافظات من إيرادات النفط، وأنهم يجب أن يحتفظوا بمنصب رئيس الجمهورية رغم أنهم يشكلون المكون الثالث حتى حيث الأعداد وأعضاء مجلس النواب.

هؤلاء الأكراد في السليمانية وأربيل أسود عندما يتعلق الأمر بخلاف مع الحكومة المركزية في بغداد، أما حينما يعتدي الإيرانيون أو الأتراك على الأراضي العراقية ويقتلون الأكراد داخل الحدود العراقية ويدمرون قراهم ومنازلهم فإنهم يصمتون ولا يستطيعون حتى الاحتجاج!

منذ شهر أو أكثر تقوم القوات الإيرانية بقصف القرى الكردية الحدودية ولأن بغداد صامتة وكذا أربيل والسليمانية فقد تمادى الإيرانيون وكثفت قواتهم القصف حتى تم تهجير سكان القرى الحدودية الذين أصبحوا يقيمون في المخيمات.

الأكراد، وكما الحكومة المركزية في بغداد لا يجرؤون أن يعلنوا حتى مجرد احتجاجهم على الاعتداءات الإيرانية، والإيرانيون يعبثون في بغداد وفي البصرة، كما في الحدود الشمالية بحيث أصبحت قذائف مدافعهم تسقط قرب السليمانية، ومع هذا فإن العراقيين عرباً وأكراداً يفتحون مدنهم للبضائع الإيرانية، ففي الوقت الذي يواصل فيه الإيرانيون اعتداءاتهم على القرى الكردية في شمال العراق، يستقبل محافظ كركوك -وهي التي لا تبعد كثيراً عن السليمانية- وفداً من ممثلي الشركات الإيرانية لفتح أسواق للبضائع الإيرانية، ولبيع الفستق الإيراني حتى يتسلى به العراقيون، والمدفعية الإيرانية تسحق أهلهم عند القرى الحدودية..!!

الإيرانيون بارعون في مثل هذه الأعمال، فلديهم قدرة على إشغال العراقيين وغيرهم في قضايا أخرى وإبعادهم عن صلب القضية كما يقول العرب، وهم الآن يروجون للفستق في كركوك ويرسلون القذائف إلى السليمانية! جماعة تنشغل في قزقزة الفتسق الإيراني وآخرون ينشغلون في دفن ضحايا القصف الإيراني وكلاهما من مصدر واحد، من جار لا يغفل عن أي شيء، حتى عن إرسال وسائل التسلية مصحوبة بالأكفان..!!