تشرف الطلاب المبتعثون في كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية بشرف اللقاء بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - صاحب فكرة الابتعاث وراعي مواكب المبتعثين، وقد كان - حفظه الله - حريصاً على اللقاء بهم رغم مشاغله الجسام السياسية والاقتصادية مع زعماء العالم.
لقد كان لهذا اللقاء أثر بالغ في نفوس الطلاب والطالبات ودافع قوي للتحصيل العلمي والإنجاز والإبداع، فقد ذكر خادم الحرمين الشريفين لأبنائه المبتعثين بأن العلم هو المدخل الواسع والأداة الفاعلة في مسيرة التنمية، والمسؤولية الملقاة على عاتق كل مبتعث ومبتعثة تحتم عليه أن يسعى بعزم لا يعرف الكلل ولا الملل لتحصيل العلم، لرفعة شأنه بين الأمم، مبشراً الجميع بأن الوطن بخير وأن الوطن يأمل من الطلاب والطالبات كل الخير.
فبهذه التوجيهات الكريمة تنطلق المرحلة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للابتعاث الخارجي لهذا العام بعد أن أصبحت وزارة التعليم العالي ذات خبرات متنوعة في مجال الابتعاث و دراسة كل الجوانب المتعلقة به، مع الاطلاع التام بالجامعات الخارجية من خلال الملحقيات الثقافية والزيارات الميدانية وحاجة سوق العمل السعودي، لتحقيق رسالة وطنية تتلخص في تنمية وإعداد الموارد البشرية السعودية وتأهيلها بشكل فاعل لكي تصبح منافساً عالمياً في سوق العمل ومجالات البحث العلمي ورافداً أساسياً في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة.
وتجاوز أعداد المبتعثين تسعين ألف مبتعث ومبتعثة يدرسون في أكثر من عشرين دولة متميزة، كما أمر الملك المفدى - حفظه الله - بضم الطلاب المبتعثين الدارسين على حسابهم الخاص في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا ونيوزيلندا حيث وصل عددهم قرابة سبعة آلاف طالب تم في مدة وجيزة إصدار قرارات ابتعاثهم ليلحقوا بركب زملائهم.
لقد أبرز برنامج خادم الحرمين الشريفين الدور الريادي للمملكة من خلال عدد الأنشطة والفعاليات العالمية من أهمها نوادي الطلاب السعوديين في الجامعات العالمية وما يقوم به الطلبة من أبراز وجه المملكة الحضاري ويبلغ عدد النوادي الطلابية السعودية داخل الجامعات العالمية أكثر من (450) نادياً، ودراسة المبتعثين تخصصات تتفق مع حاجات سوق العمل، وأفرز برنامج الابتعاث الخارجي تعاون ملموساً بين الوزارة والعديد من السفارات الأجنبية في المملكة, الغرض منها مناقشة أوضاع الطلبة المبتعثين وتوثيق أواصر العلاقات الثقافية مع مختلف البلدان.
ونظراً لحرص الوزارة على توفير المقاعد الدراسية في التخصصات النادرة، فقد أبرمت عدداً من الاتفاقيات مع العديد من الجامعات العالمية المرموقة بهدف توفير مقاعد لدراسة الطب والتخصصات النادرة حيث وفرت عدد من الجامعات الهولندية والألمانية تلك المقاعد مثل جامعة ماسترخت، كما تم ولأول مرة توفير مقاعد لدراسة الطب في مرحلة الزمالة في الجامعات الأمريكية، كما أصبح لدى الوزارة خبرة كافية في التعرف على الجامعات الجيدة والجامعات الأقل جودة وكذلك الدول التي تقدم تعليماً مميزاً والدول الأقل حيث تم إضافة دول جديدة تقدم تعليماً جيداً مثل (هولندا) (أيرلندا) (السويد)، كما أفادت الجامعات السعودية وخاصة الناشئة من الخريجين من برامج الابتعاث وذلك لا استقطابهم كمعيدين ومحاضرين وأساتذة في هذه الجامعات، وأتاح البرنامج لأبنائنا الطلاب اكتساب العديد من المهارات والسمات الشخصية، مع إتاحة الفرصة للمرأة السعودية لتتعلم لترقى بمجتمعها وأسرتها، ونال عدد من الطلاب والطالبات المبتعثين عدداً من الأوسمة وبراءات الاختراع وجوائز التميز في عدد من دول العالم.
سيدي خادم الحرمين الشريفين الوطن قاطبة يجني غرسك المبارك فلا تجد بيتاً في قرية ولا ضاحية ولا مدينة إلا زف أحد أبنائه أو بناته لينهل من علم الآخرين ويستجلب المفيد لديهم، فإذا حافظتم سيدي خادم الحرمين الشريفين بحكمتكم وحبكم لهذا الوطن النفط الذي في باطن الأرض للأجيال القادمة فإن هناك نفطاً آخر تقدمونه لهذا الوطن هم أبناؤكم وبناتكم المبتعثون، كما أن أصحاب الخبرة والاستشراف في ميدان الموارد البشرية يراهنون على أن المبتعثين بما يحملونه من كفاءة وخبرة وثقافة ومعرفة هم النفط القادم لهذا الوطن المعطاء.
إن وزارة التعليم العالي تسعى لتحقيق طموحات ولاة الأمر - حفظهم الله - وتقوم وكالة الوزارة لشؤون البعثات بتوجيهات معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه بتطوير أعمالها الأكاديمية والإلكترونية لكي تسهل للمبتعثين التواصل مع الوزارة لحل مشكلاتهم وتسهيل قضاياهم الأكاديمية.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وألبسهم ثوب الصحة والعافية، وأمد في عمرهم عاماً بعد عام لنحتفل كل عام بالخريجين والخريجات من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
* وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات