باريس - موفد الجزيرة - سعد العجيبان
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار أن المملكة ليس لديها حساسية ثقافية أو دينية تجاه الغير.
وقال سموه في تصريح عقب حضوره افتتاح معرض روائع آثار المملكة عبر العصور في متحف اللوفر في باريس: نحن ننظر لآثارنا الوطنية أنها جزء من المكون التاريخي والشخصية والهوية الوطنية، وننظر إليها من جانب مهم وهو أن الإسلام حينما نزل في أرض من أراضي المملكة لم ينزل على أرض مفرغة من الحضارات ومفرغة من التاريخ كما يروج بعض المستشرقين وغيرهم، وإنما نزل الدين في أرض مشبعة بالحضارات وبالثقافة، ونزل في مكة المكرمة حيث كانت نقطة انطلاق القوافل، وكأن الإسلام نزل في موقع شبيه بالانترنت في يومنا الحاضر، فنزل في موقع انطلاق القوافل وانتقلت الدعوة عبر الكلمة، وسنثبت من خلال هذا المعرض وغيره عظمة هذا الدين بإظهار هذه الحضارات المتعاقبة التي نزل الإسلام في أرضها وأصبح المكون الوحيد لنا كبشر والقيم الإسلامية هي التي تجمعنا، وهي مستقبلنا حتى تقوم الساعة، وسنثبت أن عظمة الدين الإسلامي، وأنه نزل في أرض ذات حضارات كبيرة جدا وليس لدينا حساسية دينية بل متفقون.
وأضاف سموه أن المعرض محل مفخرة واعتزاز، فهذه الدولة التي حافظت على القيم الإسلامية وتعي أهمية تراثها ولا تغيبه لأنه سيخالف إظهار الإسلام كدين عظيم يتعامل مع الحضارات ويتعامل مع التاريخ من منطلق قوي وثابت. وبين سموه أن الهدف من إقامة معرض روائع آثار المملكة عبر العصور في متحف اللوفر في باريس هو التعريف بالحضارات المتراكمة والتواصل الحضاري في الجزيرة العربية، وما تلعبه المملكة من دور على مستوى العالم سواء في دورها السياسي أو الاقتصاد إضافة إلى بعدها الديني الكبير جدا هو دور أصيل، وليس دورا مستحدثا أو تطفلا على هذه الأحداث العالمية، وقد تولى مسؤولية الجزيرة العربية الدولة السعودية الأولى في القرن السادس عشر، ولذلك هذا الدور الذي تقوم به المملكة بكل جدارة وكفاءة نظرا لكونه دورا متأصلا ومبنيا على طبقات من الحضارات المتعاقبة وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يؤدي هذا الدور ويعي هذه المسؤولية.
وأشار سموه إلى أن المعرض وما يهدف إليه ينطوي تحت مظلة مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتفعيل الحوار بين الثقافات والحضارات، مبينا أن مبادرة الملك في مجال الحوار والانفتاح الثقافي وتأسيسه هذا العام لجائزة عالمية للثقافة تصب في نفس المحور.
وأضاف سموه إن المعرض استثنائي بكل المقاييس كونه ينطلق في أهم متاحف العالم، وفي توقيت ذروة الزوار ومرتادي المتحف الذي يستضيف المعرض استضافة كاملة وفق علاقة إستراتيجية متبادلة، مبيناً أن المعرض وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين سينتقل إلى عدد من دول أوروبا وأمريكا، ونأمل أن يكون قريبا في دول الخليج ودول الشرق.
وأشار سموه إلى أن هيئة السياحة استلمت قطاع الآثار والمتاحف في العام الماضي، وتلك فترة قصيرة جدا استطعنا خلالها إزالة الغبار عن كنوز تاريخية هامة، وما نراه في المعرض اليوم لا يشكل إلا نسبة 1% من الآثار الموجودة في المملكة، والعمل متواصل في كافة المناطق، ونحن نعمل حاليا في جدة مع الفرق الدولية والمحلية لاستكشافات هامة.
هذا المعرض ليس معرضاً تسويقياً للسياحة في المملكة، بل هو تأسيس لبعد مغيب عن ما يكون المملكة، وبعدها الحضاري الذي يكون هذه الطبقات المتراكمة في تاريخها غير معروف، فينطلق هذا المعرض لتأسيس هذا المفهوم بشكل كامل وأوضح.
وبين أن المعرض سيكون في دورته القادمة في برشلونة في اسبانيا، ومن ثم إلى مجموعة عواصم أوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، كما أن البحرين وقطر طلبا استضافة المعرض، فالبحرين طلبت استضافة المعرض عام 2012 كون المنامة ستكون عاصمة الثقافة العربية، ونحن نعتبر ذلك بالنسبة للبحرين أمر لنا وليس طلبا منا.