باريس - موفد الجزيرة - سعد العجيبان
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وفخامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بحضور معالي وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير أمس معرض روائع آثار المملكة عبر العصور.
وفور وصول سموه يرافقه وزير الخارجية الفرنسي قام سموه بجولة على المعرض مطلعا على محتوياته التي تضم أكثر من 300 قطعة أثرية تعرض للمرة الأولى خارج المملكة من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكة المختلفة وقطع من التي عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة.
وتغطي قطع المعرض الفترة التاريخية التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) حتى عصر النهضة السعودي.
وقد رافق سموه خلال الجولة كل من صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وسمو الشيخة مي آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العالم للهيئة العليا للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة نجران ومعالي وزير الثقافة الفرنسي وسفير المملكة في فرنسا محمد آل الشيخ وعدد من المسؤولين السعوديين والفرنسيين. وعقب الجولة سجل سمو وزير الخارجية ونظيره الفرنسي كلمة في سجل زيارات متحف اللوفر.
ثم ألقى سموه كلمة عبر خلالها عن سروره ووزير خارجية فرنسا بينار كوشنير بتدشين المعرض الوطني السعودي لروائع آثار المملكة عبر العصور في متحف اللوفر.
وبين سموه أن المعرض يجسد البعد الثقافي للتعاون المشترك بين البلدين الصديقين الذي يتجاوز المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها من المجالات الحيوية، وذلك في إطار سعي البلدين الدؤوب نحو تعزيز العلاقات القائمة وتطويرها والبحث دائما عن آفاق جديدة للتعاون المشترك بما يخدم شعبينا وبلدينا.
وأشار سموه إلى أن المعرض يشكل موسوعة حضارية إنسانية تمتد لفترة طويلة تاريخية للجزيرة العربية بدءا من العصر الحجري القديم وحتى عصر النهضة السعودية، في رحلة زمنية تستعرض فترة الممالك العربية المبكرة والوسيطة والمتأخرة، وفترة العهد النبوي ثم الدولة الأموية والعباسية ومن ثم العصر العثماني، وأخيراً وليس آخراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز وما تلاها من نهضة شملت كافة مجالات الحياة لبلد شرفه الله أن يكون مهدا لرسالة الإسلام وموطنا للحرمين الشريفين.
وتقدم سموه بالشكر لجمهورية فرنسا حكومة وشعبا على دعوتهم لإقامة هذا المعرض بأحد أعرق المتاحف العالمية وهو متحف اللوفر، وذلك بمبادرة من فخامة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك واهتمام ومتابعة فخامة الرئيس نيكولا ساركوزي.
منوهاً بما حققه القائمون على المتحف من ظهور المعرض بالصورة المشرفة التي تليق بالحقبة الزمنية المهمة التي يستعرضها.
كما نوه سمو وزير الخارجية بالتعاون المثمر والبناء بين الهيئة العليا للسياحة والآثار في المملكة والعلماء المختصين في الجانب الفرنسي من خلال بعثات سعودية فرنسية مشتركة في مجالات المسح والتنقيب الأثري في مختلف المواقع التاريخية في أراضي المملكة المترامية الأطراف والغنية بالتراث الإنساني.
وقدر سموه جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تمكنت في مدة قصيرة منذ إنشائها من تحقيق هذا الحلم الذي كان دائما يراودنا في المملكة إلى واقع ملموس.
من جانبه عبر وزير الخارجية الفرنسي عن بالغ سعادته بافتتاح المعرض مؤكدا أنه شاهد على التعاون الوثيق بين المملكة وفرنسا، وهو فرصة جديدة تدل على ترابط العلاقات بين البلدين.
وقال: إن هذه المرة الأولى التي نرى فيه قطعا أثرية هامة جدا تعود لعصور ما قبل الإسلام، مشيرا إلى أن محتويات المعرض شدة انتباهه وسيعود لزيارته مستقبلا للاطلاع على كافة تفاصيل محتوياته، داعيا الجميع لزيارة هذا المعرض الهام. بعد ذلك كرم سمو وزير الخارجية الداعمين للمعرض، كما سلم سموه نظيره الفرنسي هدية تذكارية، كما سلم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العالم للهيئة العامة للسياحة والآثار هدية تذكارية لكوشنير.