لقي البحث في الهوية في العصر الحديث اهتماماً كبيراً من لدن الدارسين في حقل الدراسات الاجتماعية والعلوم السياسية حتى أصبحت موضوعاً لعدد كبير من الدراسات والأبحاث. وكتاب «أبحاث في الهوية - دراسات في الرواية العربية» للدكتور إبراهيم محمد الشتوي يبحث في الهوية.. يقول المؤلف بعد دراسة رواية «سفينة وأميرة الظلال» للكاتبة مها الفيصل: إنها تطرح سؤال الهوية بطريقة غاية في الذكاء فهي تؤكد على أن الهوية ترتبط بالذات وأن الحقيقة تكون في داخلنا ولن نتعرف على الأشياء من حولنا حتى نتعرف على أنفسنا لكنها في الوقت نفسه لا تحدد الذات وأداتها وإنما تجعلها مجالاً واسعاً متعدداً من مكونات مختلفة في حين تأتي رواية «جبل قاف» للكاتب عبدالإله بنعرفه لتقدم وجهة نظر مختلفة حول الهوية لا ترى العودة إلى الذات هي السبيل في البحث عنها بقدر ما تراها في تلاحم الأنا والآخر في ذات واحدة غير قابلة للانفصال بالرغم من وجود ما يميز كل فئة عن الأخرى فالاتحاد بالآخر والتداخل معه حتى يصبح كل واحد جزءاً من الآخر بالرغم من احتفاظه بخصوصيته هو الذي تنبني عليه حقيقة الأنا وحقيقة الآخر. يقول المؤلف: هاتان الرؤيتان نحو الهوية تكشفان مدى التعدد في وجهة النظر حيال الهوية الثقافية للجماعة.. الأمر الذي يبين صعوبة الوصول إلى رأي حاسم فيها يمكن أن يكون هو الرأي المعبر عن الهوية الثقافية.