بقدر ما فرض الأمريكيون حضورهم العسكري والاقتصادي على العالم تقلص دورهم الثقافي والفني والإبداعي والحضاري والإنساني. هذا ما يراه الأستاذ عبدالله سعد اللحيدان في كتابه «روح أمريكية هل أنا لا أحد».. الذي أكد أن المتابع يشعر وكأن منابع الروح والجمال قد جفت لديهم وأصبحوا مجرد آلات مبرمجة للإبقاء على النفوذ والسيطرة وحماية المصالح. وقال المؤلف: بقدر إحساس الأمريكيين بالوصول إلى مرحلة الاكتمال المادي يلاحظ الجميع فقرهم الشديد إلى أدنى درجات المشاعر والعواطف الروحية والإنسانية والجمالية.
وأشار إلى ندرة منهم يعي أنهم في حاجة ماسة إلى من يسندهم روحياً وجمالياً وبخاصة في مجال الثقافات الإنسانية والفن والإبداع.
وقال المؤلف:
هو ذا فجر آخر
عند الأوراق المصغرة
وعيني المسهدتين
الشاعر الأمريكي ريتشارد رايت في قصائده ينظر إلى فجر آخر، ضوء طبيعي آخر يختلف عن الأضواء الصناعية التي تزخر بها الحياة والمظاهر المادية التي تحيط بوجود المكان.
خرير المطر
يشوش عليه
بين الحين والآخر
صوت سعال بغيض
ولكن ثمة مطر، مطر ناعم وجميل، وله صفة موسيقية، ويتمتع بالصفاء، وثمة أيضاً من يشوش عليه بين كل إنصات وآخر، صوت سعال بغيض، والمطر قادم من البعيد، من الآخر، كما هي طبيعته.