المحاور اللامع «لاري كنج» أعلن اعتزاله العمل الإعلامي بعد سنوات طويلة من النجاح.. وقد ألف كتاباً بعنوان «كيف تتحدث إلى أي شخص في أي وقت وأي مكان» كاشفاً أسرار فن الاتصال.. وهو أحد أساتذته..
يقول «لاري كنج»: قمت بوضع هذا الكتاب كي أعبر الطريق، لقد ظل الكلام مهنتي على مدار 37 عاماً وفي برامجي الإذاعية والتلفزيونية أجريت حوارات مع المشاهير من ميخائيل جورباتاشوف حتى مايكل جوردان.
لقد ظل الكلام من أعظم متع الدنيا بالنسبة لي.. كيف لا وهو الشيء الذي طالما وددت القيام به، ولعل من أولى ذكريات طفولتي وقوفي على ناصية الشارع لأعلن عن طراز السيارات المارة.. أطلق علي أصدقائي حينها «المتحدث الرسمي» ومنذ ذلك الحين وأنا أتكلم..
وبرغم استمتاعي بالكلام فإنني أدرك السبب في عدم ارتياح أكثر الناس له، إنه الخوف من التفوه بشيء خطأ أو حتى قول شيء صحيح بطريقة خطأ وكما يقول أحد الكتاب: أن تظل صامتاً ويظن أنك أحمق خير من أن تفتح فمك وتتأكد الظنون..
وتحت عنوان «لا تحتكر المحادثة» يقول لاري كنج:
من الأخطاء القاتلة التي يقع فيها المتحدث في الحوارات الاجتماعية أن يطنب في الكلام حتى يحتكر المحادثة وبالتالي يتحول من محاور موهوب إلى متحدث يفتقر إلى موهبة الحوار..
امنح الطرف الآخر من الحديث الفرصة كي يرد عليك مساحة زمنية مساوية..
تذكر أن الثرثرة لا تترك انطباعاً طيباً لدى المستمع، بل تذهب بالانطباع الطيب الذي تخلفه ويدفع المثرثرون ثمن ثرثرتهم ويفقدون قدراً من مصداقيتهم.
وتحت عنوان «الناجحون في حياتهم ينجحون في أحاديثهم» يقول لاري كنج: معظم الناجحين في حياتهم يكونون ناجحين في أحاديثهم..
لا أذكر أن هناك شخصاً ناجحاً لا يعرف كيف يعبر عن نفسه.. ربما لا يجيد فن الخطابة لكنه يجيد التحدث في المجالس.
والخصال المشتركة بين المتحدثين البارعين يمكن أن نلخصها فيما يلي:
- إنهم ينظرون إلى الأمور من زوايا مختلفة، متبنين وجهات نظر لا يتصورها أحد بشأن موضوعات شائعة.
- يحظون بآفاق رحبة فهم يفكرون ويتحدثون عن مدى واسع من القضايا والخبرات يتجاوز حياتهم اليومية.
- لا ينفقون الوقت في الحديث عن أنفسهم.
- لديهم فضول، فطالما يسألون «لماذا»؟ دائماً يريدون أن يعرفوا المزيد عما تتحدث إليهم بشأنه.
- يتمتعون بروح الدعاية ولا ضير لديهم في استخدامها عند الحديث عن أنفسهم.
كتب «مارك توين» ذو المعرفة الواسعة بالكلام وطبائع المتكلمين يقول: إن الفارق كبير بين الكلمة الصحيحة والكلمة التي توصف بأنها تقريباً صحيحة.. إنه فارق أشبه بالفارق بين الحشرة التي تخرج ضوءاً وبين الضوء الطبيعي. ولنتذكر أن الكلمة الصحيحة وهي الكلمة التي يفهمها المستمع على الفور هي في الغالب كلمة بسيطة ولسبب أو لآخر هناك ميل إنساني فطري لإلقاء كلمات ملغزة أو كلمات بدأت تشيع مؤخراً لجعل أحاديثنا تبدو كما لو أنها تواكب العصر.