كتاب «استثمار الموارد النفسية وتطويرها» ألفه أوليفي نونج وسيمون مورترا، وهو كتاب صغير الحجم ولكنه يزخر بالعديد من النقاط الجوهرية للنجاح في الحياة والفوز بعيشة راضية.. ويقدم المؤلفان طرقاً تتمحور حول الممارسة مصحوبة بالعديد من الاختبارات لمعرفة الأفضل لأنفسكم بأنفسكم.
ويؤكدان أننا في حاجة إلى الخروج من تبعيتنا لأحكام الآخرين حتى نحبهم بطريقة أفضل، ويجب أن نكف عن شعورنا بالخوف ونتوقف عن منحهم قدرة الهيمنة على ما نحس به من حسن أو سوء أحوالنا. ويتعلق الأمر بأن نكن الود والحب لأنفسنا حتى نحب بطريقة أفضل الآخرين. لا نملك قدرة تغيير العالم ولا قدرة تغيير الآخرين. ليست لنا سوى قدرة تغيير أنفسنا. إن سلامة صحتنا النفسية رهينة بمعرفة ما هي وظائف عواطفنا الأساسية.. وتوازننا متوقف على عدم الخلط بين عواطفنا السليمة والتأثيرات السلبية للعواطف المشبوهة. ونمونا النفسي خاضع للتعبير الصادق والأصيل لإجاباتنا العاطفية التلقائية تجاه أحداث الحياة.. ويتطلب تسيير العواطف وتوجيهها ممارسة منتظمة وصريحة. إنه تدريب يومي حقيقي. وختم المؤلفان بهذه المقولة: لا يمكننا إنجاز إلا ما نتصوره ممكناً. العلوم الإنسانية وضعت بين أيدينا وسائل برهنت على جدواها بتمكيننا من نمو وتطور أفضل لأنفسنا، فلم نعد مجبرين على الإنارة بالشمعة ما دامت الكهرباء موجودةً. والقيام بالإنماء والتطوير لشخصنا هو العمل على إعطاء شخصنا نحن كل أبعاده وكل انطلاقته وكل إشعاعه. إنه إيقاظ لإرادتنا وعزمنا على التأثير إيجابياً على مصيرنا.