اشتمل كتاب «التسامح في الإسلام» للدكتور عبد الله بن فهد اللحيدان على أبواب عديدة منها المبادئ العامة للعلاقات الدولية في الإسلام.. ومظاهر التسامح في الإسلام.. وتطبيق التسامح في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وقال المؤلف: وصف الله سبحانه وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام بأنه رحمة للعالمين، ولا شك أن الرحمة أعلى درجة من أعلى مستويات التسامح، حيث إنها تقضي بالإضافة إلى العفو والتجاوز حب الخير للآخر.
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مرَّت جنازة يهودي فقام النبي عليه الصلاة والسلام فقيل له: إنها جنازة يهودي فقال نبي الرحمة أليست نفساً. قال تعالى ?وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ? وقال جلَّ من قائل ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ?. روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ادع الله على المشركين فقال عليه الصلاة والسلام «لم أبعث لعّاناً ولكن بعثت رحمة» وقال عليه الصلاة والسلام «إنما أنا رحمة مهداة». وما أحوجنا في هذا العصر الذي تضاعفت فيه أساليب التواصل وزادت فيه طرق التلاقي مع غير المسلمين وأصبح هذا التلاقي جزءاً من الحياة اليومية التي يعيشها المسلمون.
ما أحوجنا إلى استلهام هذا التسامح العظيم الذي كان عليه الصلاة والسلام يأمر به. ما أحوجنا أن نستلهم من رحمته وتسامحه صلى الله عليه وسلم ما يضيء لنا ظلمات حياتنا ويذهب الغضب الذي في قلوبنا، وأن نترسّم هذه القدوة المثلى فنتسامح فيما بيننا ثم يمتد تسامحنا ليشمل المخالفين لنا.