لم يعد أحد محصناً في لبنان بعد الكشف عن عميل إسرائيلي اخترق قيادة التيار الوطني الحُرّ، الذي يرأسه الجنرال ميشيل عون؛ فقد ألقت السلطات اللبنانية القبض على العميد المتقاعد فايز كرم القيادي في التيار الوطني الحُرّ المتحالف مع حزب الله، بعد أن ضبطته يقوم بعمل التخابر مع إسرائيل.
العميد فايز كرم، الذي لازم عون منذ أيام قيادة الثاني للجيش اللبناني، وغادر معه إلى فرنسا؛ حيث لازمه أكثر من 15 عاماً في فرنسا، وعاد معه إلى لبنان ليصبح أحد قادة التيار العوني، وتسلم مهمة تنسيق الشمال (شمال لبنان)، هذا الجنرال الصغير انضم إلى قائمة الجواسيس الذين زرعتهم إسرائيل حتى في أكثر الدوائر قُرباً من القادة الذين يملؤون الفضاء السياسي اللبناني ضجيجاً مظهرين عداءهم لإسرائيل، في حين أقرب مساعديهم جواسيس لإسرائيل كما في حالة العميد كرم عضد الجنرال عون ورفيق غربته في باريس.
وحالة العميد كرم ليست الحالة الوحيدة في هذا الشأن في لبنان؛ فمن ضمن الجواسيس الذين تم القبض عليهم في الحملة الأخيرة ثمة عناصر من حزب الله، وإن لم يكونوا في المستوى الحزبي نفسه الذي كان عليه العميد كرم. وهناك جواسيس لإسرائيل اخترقوا التجمعات والأحزاب والتيارات اللبنانية، وهذا ليس بمستغرب؛ فالعمل على الساحة اللبنانية متاح، كما أن إسرائيل دخلت قواتها لبنان أكثر من مرة، ومخابراتها أقامت علاقات مباشرة وشخصية؛ ولهذا فليس مستغرباً ذلك، ولكن المستغرب أن يصل الاختراق الإسرائيلي إلى القيادات الحزبية مثل العميد فايز كرم الذي كان قيادياً قريباً جداً من زعيم التيار الوطني الحُرّ!!
***