المثقفون والمونديال
أفردت مجلة دبي الثقافية مساحة واسعة من عددها الجديد لعلاقة المثقفين العرب بمونديال كأس العالم الذي انتهى قبل أسابيع.. واستضافت عدداً من الكتاب والنقاد والشعراء تحدثوا عن علاقتهم بكرة القدم وكأس العالم.. وقال د. جابر عصفور إنه نشأ في أسرة كانت تنظر إلى الرياضة بوصفها لعباً وتضييع وقت ولهذا لم يكن له علاقة باللعبة الشهيرة.. وقال إنه خلال مباريات كأس العالم الأخيرة لم يتابع إلا القليل عندما يشده حماس ابنه وحفيدته.. وتمنى د. جابر عصفور أن يأتي اليوم الذي يفوز فيه فريق عربي بكأس العالم.
وقال المنصف الزغبي: تابعت مباريات الجزائر في المونديال وأرى أن المونديال هوالخلاصة المركزة لرؤية أجمل لاعبي كرة القدم فوق الكرة الأرضية.
وقال الدكتور عبدالسلام المسدي: خلال مباريات كأس العالم كنت متعاطفاً مع الفريق الفرنسي على الرغم من تدني مستواه.
وتضمّن العدد الجديد مقالاً للدكتور عبدالعزيز المقالح قال فيه: ما من ساعة تدمج بين الواقع والحلم.. بين الحقيقة والخيال كالساعة التي نقضيها في القراءة، تلك التي تحملنا بعيداً عن تخوم الواقع وتذهب بنا نحو عوالم غامضة تنسينا قسوة الحياة وبؤسها وما يتدفق في ساحاتها من مشكلات وينساب على جنباتها من أحداث ومفاجآت تضيق بها النفس وينقبض لها القلب.
واشتمل العدد على قصيدة جميلة للشاعر التونسي الحبيب دربال كتبها على لسان طفل فلسطيني:
فتحوا النيران على لعبي
كانوا يخشون صواريخي الورقية
رشاشي الخشبي
وسيوفي الفضية
حتى عكازة جدي البنية
لم تنجُ من اللهب
ظنوها فخاً لا يرحم
يتحول بالتدريج فخاخاً سحرية
تنقض على الأعداء
لذلك شنوا الحرب على لعبي
وتضمن العدد أيضاً حواراً مع الناقد المغربي سعيد يقطين قال فيه: الأديب الذي ما عاد يقرأ الدراسات النقدية لا يمكن في رأيي أن يكون أديباً حقيقياً، وإذا ما وجد في الدراسات النقدية العربية عجمة ولكنه وما شئت من النعوت فليس هذا مبرراً للإحجام عن قراءة الدراسات الغربية ولا شك أنه سيجد فيها ما يجده في بعض الدراسات العربية فماذا سيكون موقفه!
هل سيرفض أي دراسة لأنها لا تستجيب لأفق توقعاته؟
قوافل الحجاج قبل 100 عام
نشرت مجلة (الحج والعمرة) في عددها الجديد مجموعة من الصور النادرة لقوافل الحجاج إلى مكة المكرمة قبل مائة عام وقالت: كشفت مؤسسة التراث ولأول مرة عن مجموعة من الصور التاريخية النادرة والقيمة التي يعود تاريخها لأكثر من مائة عام خلال معرض أقيم في متحف باب البنط بجدة ضم نحو 54 صورة تاريخية قيمة التقطها المصور المسلم الدكتور محمد الحسيني الذي كان يعمل نائباً للقنصل البريطاني في جدة خلال موسم حج 1325هـ الموافق 1908م.
وتضمن العدد الجديد من مجلة (الحج والعمرة) حوارا مع الدكتور زغلول النجار قال فيه إن الكعبة المشرفة هي مركز الكون وتوقيت مكة الأصح علمياً وليس (غرينتش).. وكذلك حوار مع المؤرخ المصري قاسم عبده قال فيه: إن للسعودية مكانة عظيمة في جميع كتب التاريخ.
واشتمل العدد على استطلاع عن المسلمين في السويد الذين يبلغ عددهم أكثر من نصف مليون مسلم.
الجوبة وملف المجلات الثقافية
صدر العدد الجديد من مجلة الجوبة التي تصدر عن مؤسسة عبدالرحمن بن أحمد السديري وقد اشتمل على ملف عن المجلات الثقافية ودورها الثقافي شارك فيه عدد من المتابعين والباحثين والمهتمين تطرقوا إلى مشاكل التوزيع والقدرة على الاستمرارية.
وقال الدكتور خالد فهمي إن الإصلاح الثقافي والاجتماعي يحتاج إلى جهاد فكري يستشر كل الأوعية الثقافية العربية المعاصرة.. الورقية وغير الورقية.
وقال الأستاذ عبدالدايم السلامي: ثمة توتر في علاقة الإنسان العربي بقراءة المطبوعات الورقية.
ولعل من المخيف أن نعلم أن نصيب كل مليون عربي من الكتب لا يتجاوز ثلاثين كتاباً..
واقترح الأستاذ عبدالدايم أن تبتعد المجلات الثقافية عن نشر موضوعات لا ترقى إلى الموضوعية العلمية ولا تلامس الحاجات الفعلية للمواطن العربي.
ونشرت مجلة الجوبة دراسة أعدها سعيد بوكلامي عن (خروخي لوميس بورخيس) قال فيها: يتحدث بورخيس في قصة الآخر عن مأساته بهدوء عجيب موجها الخطاب إلى التلقي عن طريق قرينه:
(أجل فحينما ستبلغ سنّي ستكون قد فقدت البصر كليا على وجه التقريب ولن ترى غير اللون الأصفر والظلال والأضواء.. لا تقلق فالعمى التدريجي ليس أمراً مأساوياً بل هو أشبه بأمسية ضيف بطيئة).
وهذا لم يمنعه من أن يصبح أبرز كاتب قصة قصيرة في العالم.
واشتمل العدد على حوار مع الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي قال فيه: المرأة موجودة في شعري بقوة.. لأن الحياة موجودة في شعري.. هناك صور من صور الوجود مختلفة.. والمرأة عندي مصدر من مصادر الحياة والمعرفة ولهذا وجوده المتميز في شعري الذي يؤكد خصوصيتها ودورها.
وتضمن العدد الجديد مجموعة من الموضوعات الأدبية والدراسات النقدية.. وعدد من القصائد.. والقصص القصيرة..
وكذلك عدد من القصص القصيرة جداً مثل قصة (متخفية) للقاصّ عبدالله المسفر: عندما طالع أوراقه القديمة، شعر كم كان همجياً ومنفوخاً بالادعاء، إذ دعس على بعض وطوح بعضها، ودارى غير قليل منها في الإدراج وشقوق الأرفف.
يدرك الآن أن ما بيده من أوراق يتباهى بها لم تكن إلا أوراقه القديمة، لا يحتاج إلى بصمة مضاهاة فقد عاشت متخفية لتنجو من المجزرة.