في كتابه الممتع (من السادسة إلى الستين) كشف الأستاذ سليمان الحماد عن أسلوب الحياة في الرياض القديمة.. وأوضح كم هي بسيطة وجميلة. وتميز كتابه بنشر عدد من القصاصات الذاتية بخط اليد احتفظ بها المؤلف منذ ما يقارب الأربعين عاما.. ولم أر مثل ذلك في أي كتاب والقصاصات تكشف عن جوانب معيشية يومية، وقد علق عليها بقوله: المقاضي وقيمتها المتواضعة!!
دعا الشباب إلى الاحتفاظ بأشيائهم الحميمة وغير الحميمة لتكون هناك صلة مستمرة مع ذواتهم.
كتاب الأستاذ الحماد يؤكد ما ذهب إليه كثيرون من أن الحياة البسيطة التي كان الناس يعيشونها في الزمن الذي مضى أجمل من الحياة المعاصرة التي تحاصرهم فيها الديون وما يتبعها من توترات وضيق وحزن يخيم على النفوس.
يقول الأستاذ الحماد: صحيح أن المادة النقدية في أيدي الناس قليلة ولكن تكاليف الحياة غير باهظة.
وقد حفل الكتاب بحديث طويل عن زمن الطفولة البريء ومنه قوله: كنت أضحك حتى أمسك بطني كغيري من الصغار.. نضحك دون أن نعرف شيئاً اسمه الطرفة أو النكتة. دون أن نفلسف أو نعرف فلسفة أو سيكولوجية الضحك.
كانت الحياة في الرياض القديمة خالية من التعقيد وبسيطة في كافة شؤونها ولم يكن حينها إلا أنواع بسيطة من الترفيه. ترى هل فقدت الرياض هذه السمات أم أن الحنين إلى الماضي جبلة بشرية؟!
f.n.a.books@gmail.com