الجزيرة- حسن أمين الشقطي :
أغلق سوق الأسهم المحلية هذا الأسبوع عند 6300 نقطة، رابحاً حوالي 34 نقطة عن مستوى الأسبوع الماضي.. ورغم التحسن الطفيف في السيولة المتداولة، إلاّ أنّ تداولات الأسبوع تمثل امتداداً لفترات التراجع الملحوظ في السيولة المتداولة، والتي تكاد تكون مشكلة حقيقية بالسوق .. فرغم عدم وجود أي أزمات أو مشكلات أو صعوبات يمكن أن تؤخذ كمثبطات سلبية لأداء السوق، إلاّ أنّ السيولة المتداولة أصبح مداها الحقيقي يتراوح في المتوسط ما بين 2 إلى 3 مليارات ريال، حتى أنّ الوصول إلى مستوى الخمسة مليارات أصبح أمراً بالغ الصعوبة .. فهل هي عدم رغبة في التداول؟ أم أنّ هذه المستويات هي المستويات المنطقية للمؤشر؟ أم أنّ هناك عوامل أخرى تضغط على مؤشر السوق؟
التناقض بين سعر النفط وسوق الأسهم
من الأمور المثيرة للجدل العلاقة بين سعر النفط والمؤشر الرئيسي لسوق الأسهم، والتي يفترض أن تكون علاقة إيجابية وطردية في السوق السعودي .. فعندما كان سعر برميل النفط في بداية 2006 في حدود 60 دولاراً، كان مؤشر السوق يعمل عند 20 ألف نقطة تقريباً .. والآن سعر برميل النفط عند 82 دولاراً، ولكن قيمة مؤشر السوق لا تزيد على 6300 نقطة .. وحتى إذا افترضنا أنّ تصحيح السوق كان له دور في هذا التناقض، إلاّ أنّ واقع السوق كان يفترض أن يتحسن المؤشر العام للسوق مع تحسن أسعار النفط خلال العام الأخير.
مصداقية التحليل الفني خلال شهر رمضان
من الفترات التي ينبغي فيها الحذر بالاعتماد على التنبؤات الفنية للسوق هي شهر رمضان .. ففي الاعتقاد أنّ شهر رمضان من الشهور التي تضعف فيها مصداقية التحليل الفني سواء للأسهم منفردة أو لمؤشر السوق ككل .. فهذه الفترة من العام تتصف بالميل إلى الركود نسبياً، ولا تسري فيها قواعد العرض والطلب بشكل منتظم .. بل تلعب فيها الحالة النفسية للمتداولين، سواء بتأثير النواحي الدينية أو المزاجية أو عدم الميل للتداول، أدواراً هامة بحيث لا تنتظم فيها مؤثرات عوامل العرض والطلب في أحداث تأثيراتها الطبيعية .. أي أنه قد يحدث نوع من الاضطراب في قوى السوق، ولا يستطيع أي متابع فني أن يرصد حقيقة الواقع الفعلي له .. لذلك ينبغي الحذر في التعامل مع التنبؤات الفنية في هذا الشهر.
سابك تشارك بخُمس السيولة
المتداولة خلال يوليو
سهم سابك سجل نشاطاً غير عادي خلال شهر يوليو المنصرف، حيث شارك بنسبة 7.8% في إجمالي عدد الصفقات، وشارك بنسبة 5.2% في عدد الأسهم المتداولة، وبنسبة 19.2% من إجمالي السيولة المتداولة بالسوق، ووصلت مشاركته في رسملة السوق في نهاية الشهر إلى 21.1% .. أي أنّ سابك أصبح مسؤولاً عن خمس الطاقة التشغيلية بسوق الأسهم المحلية بشكل أو بآخر .. إلاّ إنّ التأثير النفسي لسهم سابك يزيد على الخمس بكثير، حتى أنّ بعض التقديرات تقول إنه يفوق الـ50% في السوق إجمالاً.
الاتصالات والطاقة .. قطاعات آمنة نسبياً
من القطاعات التي يمكن أن تكون آمنة نسبياً حتى أثناء فترات الأزمات هي قطاعات الاتصالات والطاقة، فالاتصالات تسجل نمواً ربما يتزايد خلال فترات الأزمات للحاجة لمزيد من التواصل أثناء فترات القلق أو الاضطراب، سواء الاضطرابات السياسية أو المناخية أو الاقتصادية أو غيرها .. وحتى خلال فترة الأزمة المالية العالمية الأخيرة، لا توجد أية دلائل على تدنّي الطلب على خدمات الاتصالات .. كذلك الحال بالنسبة لقطاع الطاقة، فهو قطاع يكاد يسجل الطلب عليه استقراراً نسبياً بحيث أنه لا يرتبط بتدني مستوى النشاط، بالعكس فإنّ زيادة الانتعاش الاقتصادي قد يزيد من الطلب على مصادر الطاقة بأشكالها المختلفة سواء الكهرباء أو الغاز .. لذلك، فإنّ هذين القطاعين يعتبران من القطاعات الاستثمارية الآمنة نسبياً للقطاعات الأخرى.