الوالد سليمان بن عبدالله الشدوخي إلى رحمة الله
|
الحمد لله في كل حين وعلى كل حال، فللّه ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.
|
إنه أمانة الرحمن استعادها إليه فإلى رحمة الله صعدت روحك الطاهرة عند رب السماء وها هي سيرتك العطرة بقيت تعبق بالأرجاء وتعلن رحيل إنسان قلما وجد الناس مثله عرف بالصلاح والتقوى وحبه للناس والكفاح والإخلاص في العمل منذ أن فتحت عيناي على هذه الدنيا وأنا أنهل من دروسك فكم من موقف نبيل قمت به وكم من دروس وعبر كانت خير معين لي في هذه الحياة كنت لي خير أب محباً للعلم والتعليم حريصاً في الحث على طلبه مشجعاً لنا ومعيناً في مسيرتنا التعليمية والعملية والدي أنت شخصية لن تتكرر في عمري مرة أخرى إنك لمربٍ مخلص بمعنى الكلمة لم تكن إنساناً متسلطاً أو متدخلاً في حياة الآخرين وكنت ضيفاً لطيفاً وخفيفاً في مجلس رفاقك ومحبيك صاحب همة عالية ورفيعة.
|
كنت مكرماً لضيوفك محسناً لأهلك وأقربائك متعاوناً مع جيرانك لم يشتك منك أحد ولم تكن تسبب الأذى لأحد.
|
ها أنا ذا أقلب رداءك (بشتك) وأقول في نفسي: كم شهد لك بحضور صلاة جمعة وعيد وحضر معك تشييع الجنائز وكم أجبت معه دعوة أصحابك وحضور مناسباتهم وأفراحهم.
|
إن فرحتي لا توصف بلقائك عندما كنت أراك وأقبل جبينك ويديك وحتى وأنت ترقد على سريرك مريضاً عاجزاً كان يكفي وجودك بيننا وقربك منا.
|
لقد غرست فينا حب الاجتماع وخصوصاً يوم الخميس فهو وقت لقاء العائلة في بيتك العامر الذي أحبه الصغار قبل الكبار.. والأحفاد قبل الأولاد.
|
والآن وقد انتقلت إلى الدار الآخرة فأقول: رحمك الله رحمة واسعة وثبتك عند السؤال وأسكنك فسيح جناته وتجاوز الله عنا وعنك كل زلل وجميع المسلمين وأن يحفظنا الله ويقينا شر الفتن بعدك ويجعل بركة وجودك حاضرة بيننا بوجود والدتنا الغالية حفظها الله وأسأله أن يبدلك داراً خيراً من دارك وأهلاً خيراً من أهلك وجماعة خيراً من جماعتك وأسكنك الله الفردوس الأعلى.. والحمد لله في الأولى والأخرى.
|
زادت عليك كثير العلل |
ودمعي على خدي قد همل |
حتى الثياب زادها البلل |
أسأل الله لك الثبات |
بكاك الفؤاد قبل المقل |
لما قضاء الله بك قد نزل |
إنه لأمر عظيم جلل |
أسأل الله الرحمة بعد الممات |
ابنتك: هيلة سليمان الشدوخي |
|