جاء قرار مجلس الوزراء والمتضمن السماح للأندية بإنشاء أكاديميات على الأراضي المخصصة لها في الوقت المناسب بعد أن لمسوا المسؤولين عن قطاع الرياضة والشباب تراجع الكرة السعودية وابتعادها عن دائرة المنافسة.
لم يكن القرار مستغرباً بل كان منتظراً منذ فترة طويلة خصوصاً بعد أن قدم الأمير خالد بن عبدالله أكاديمية نموذجية في كل شيء في النادي الأهلي وقد لمس القائمين على رعاية الشباب نجاحها وفائدتها.
فالبناء المبني على أسس علميه سيقود حتما للتطوير وتحقيق النتائج المرجوة في المستقبل، فكل دول العالم المتقدمة كُروياً اهتمت بالنشء وصقلت موهبتهم من خلال الأكاديميات وهذا هو سر تطورهم ووصولهم للنتائج المشرفة وتحقيق الإنجازات. ولعل كأس العالم الأخيرة تثبت دور تلك الأكاديميات في صناعة النجم، فبنظرة بسيطة لنجوم المونديال ستجدهم في الغالب نتاج تلك الأكاديميات لهذا كان من الضروري صدور قرار مهم كهذا.
ولعل الأمر الإيجابي من وجهة نظري في هذا القرار بغض النظر عن إيجابية القرار نفسه هو وضعها تحت إدارات الأندية لأننا حتماً سنرى نماذج مختلفة من الأكاديميات وأفكار كثيرة على أرض الواقع دون الدخول في عملية فرض برنامج موحد تقوم بتنفيذه كل الأكاديميات ربما العائق الوحيد لتلك الأكاديميات في بعض الأندية وليس كلها الجانب المادي وكنت أتمنى لو أن اتحاد الكرة وضع ميزانية خاصة بتلك الأكاديميات منفصلة تماماً عن أي إعانات أخرى تُقدم للأندية، فالعجز المالي وضعف الاستثمارات لدى الأندية يشكل عائق رئيسي أمام نجاح مشروع كهذا لأن قرار كهذا يحتاج إلى توفر المال حتى يصبح حقيقة على ارض الواقع، هناك أندية ربما لن تستطيع إنشاء تلك الأكاديميات بسبب وضعها المادي.
الأندية حالياً تعجز عن توفير بعض مستلزماتها من رواتب وعقود مدربين ولاعبين والآن تم إضافة عبء جديد على كاهل تلك الأندية بإنشاء تلك الأكاديميات. تُرى وفي ظل تواضع الإمكانيات المادية للأندية ما هو مصير هذا القرار عند البعض!!؟
قرار السماح بإنشاء أكاديميات لم يكن ملزماً للأندية وهذا الأمر قد يعيق من إنشاء تلك الأكاديميات في ظل الشح المادي وأيضاً هناك سبب جوهري آخر يكمن في أن أنديتنا ومع الأسف تعتمد في إداراتها على النتائج الوقتية فقط دون النظر إلى المستقبل.
كلنا كأفراد مجتمع واحد نتمنى تفعيل هذا القرار ودعمه من خلال توضيح دور تلك الأكاديميات أمام أفراد المجتمع وبأن دور الأكاديميات يكمن في صقل موهبة النشء وتوجيهها سلوكياً، وفنياً، وذهنياً، وستهتم بهم دراسياً، وستنظم البرنامج الغذائي لهم، بعدها لن يجد أي فرد من أفراد المجتمع حرج في إرسال ابنه لتلك الأكاديميات.
الأكاديميات تحتاج إلى كوادر مُدربه تجيد تنفيذ البرامج المخصصة للمواهب فنياً وإدارياً. مشروع كهذا متى ما طبق بشكله ومفهومه الصحيح سينقلنا لعالم الاحتراف الحقيقي.
بهذا القرار نكون قد وضعنا اللبنة الأولى لعودت كرة القدم السعودية لساحة المنافسة، وبعد سنوات قليلة سنجد المنتخب السعودي منافساً على الصعيد العالمي. لا يهم أن نصل متأخرين المهم أن نصل ونحقق إنجازات عالمية مشرفة لهذا الوطن.
المشوار لازال في بدايته، والطريق طويل وشاق، يحتاج إلى الصبر، فالأهداف لا تتحقق بسهوله، إذ يجب التركيز على العمل والعمل فقط ولا شيء غيره.
سلطان الزايدي
zaidi161@hotmail.com