كتاب (حلب مطلع القرن العشرين) للأستاذ محمد قجة تضمن تاريخ هذه المدينة العريقة التي لقبت بأكثر من لقب، أشهرها (حلب الشهباء) و(حلب المحروسة).
وقال المؤلف: يمتد عمر حلب عبر آلاف السنين، فمنطقة (المغاير) شاهد على سكنى الإنسان في المدينة منذ ما قبل العصر الحجري.. والتاريخ المكتوب لمدينة حلب يعود إلى أكثر من سبعة آلاف سنة.
كانت حلب منذ بدايات الألف الثالث ق.م مدينة مزدهرة ومركزاً اقتصادياً مهماً.. وقد استولى عليها ريموش الأكادي في منتصف الألف الثالث ق.م وخربها وأسر ملكها لوكال أوشومكال، وكان ذلك أول تخريب لمدينة حلب.
نهضت حلب من تحت الأنقاض وعادت مملكة مزدهرة أواخر الألف الثالث، وأصبحت عاصمة دولة (يمحاض) العمورية.
وجاء التدمير الثاني لمدينة حلب على يد الحيثيين القادمين من الشمال، الذين أزالوا مملكة يمحاض من الوجود في الألف الثاني ق.م، ولكن المدينة عادت إلى الحياة من جديد وأصبحت مركزاً اقتصادياً مهماً.. وبقيت طريقاً تجارياً تمر به القوافل في طريقها من الشرق الأقصى إلى أوروبا ومن شبه الجزيرة العربية إلى البحر الأسود.