تضمن كتاب (حكاية منع الكتب) الذي ألفه الأستاذ منصور بن عبدالله المشوح خمسة فصول الفصل الأول عن أسباب المنع. والفصل الثاني تناول فيه المؤلف حيل المؤلفين في الهروب عن أعين المراقبين.. فيما خصص الفصل الثالث للحديث عن ثلاثة كتب ممنوعة في التاريخ.. وأوضح المؤلف في الفصل الرابع العقوبات التي تفرض على المؤلفين المخالفين وقدم عدد من الأمثلة على ذلك.
والفصل الخامس اشتمل على عدد من الشخصيات التي كانت تمارس مهنة النشر والتي لم تسلم من الملاحقة والمصادرة والمعاقبة.
وقال الأستاذ منصور المشوح في مقدمة الكتاب: أما لمنع الكتب تاريخاً لا يمكن لأي أمة من الأمم التغافل عنه وليس بمقدور أحد تتبع ذلك التاريخ وإبرازه.
فهناك وفي تاريخ مضى منعت كتب وأحرقت صحف ودمرت دواوين وأغرقت أسفار وقطعت دفاتر وكسرت محابر وأزهقت أرواح.. وهدمت مكتبات وصودرت خزائن ولوحقت أفكار.. وسحبت من الوجود علوم لا يعلمها إلا الله.
وأكد المؤلف أنه حاول عبر هذا الكتاب بما استطاع من جهد أن يلملم للناس شتاتها وأن يحكي لهم قصة موتها وحياتها.
واستعرض المؤلف عبر كتابه وقائع تاريخية ودوافع دينية وسياسية واجتماعية منعت العديد من الكتب من الأزمنة الماضية.. وتطرق إلى منع الكتب في الحضارات السابقة حث تم منع الكثير منها لدى الصينيين القدماء واليونانيين والرومانيين والفرس.. وكذلك العرب غير أن ذلك المنع كان متبايناً ومتفاوتا إلى حد كبير إذ أن بعض الحضارات كانت تكتفي بمصادرة الكتاب وإنذار مؤلفه فقط والبعض الآخر كان يمارس التعذيب والاضطهاد أو النفي أو ربما القتل أو حتى الإحراق ضد الكاتب أو الناشر أو المؤلف.
وتحت عنوان (من حيل المؤلفين والناشرين) أورد المؤلف بعض الأساليب والطرق للتحايل على الرقابة.. ومنها:
تغيير عنوان الكتاب بحيث يبدو العنوان مخالفاً للمحتوى الحقيقي وهذا ما حدث فعلا لكتاب (التاريخ السري) لمؤلفه بروكوبيوس حيث قام أحد مترجمي الكتاب في القرن الثامن عشر واسمه ادوارد جيبون بتغيير عنوان الكتاب على نحو مضلل وجعل اسمه (الحكايات والنوادر).
ومن الأساليب أيضاً طباعة بعض الكتب دون أن تحمل اسم المؤلف.. وكذلك الكتابة بأسماء مستعارة، وطباعة الكتب في الخارج عندما يصعب على المؤلف الطباعة داخل بلده.
كما أن بعض المؤلفين يوصون ورثتهم أو أصدقاءهم بطباعة بعض كتبهم بعد موتهم خوفاً على أنفسهم من السجن أو التعذيب أو النفي ومن هؤلاء باسكال الذي لم ينشر كتابه (الخواطر) إلا بعد مماته، وكذلك بيرس حيث لم ينشر في حياته كتاباً قط وظل الكثير من أبحاثه غير منشور.. وكذلك المستشرق الفرنسي بولانفلييه.