موسكو - سعيد طانيوس
اعتبر الخبير الروسي إلكسندر خرامتشيخين، أن ترويج الولايات المتحدة بشأن امتلاك إيران صواريخ بعيدة المدى، يسقط في أول مواجهة مع الحقائق والقرائن العلمية؛ لأن إيران لا تملك ولا تقدر على إنتاج صواريخ حربية تستطيع الوصول إلى أوروبا. وقال في مقال نشره في صحيفة «أزفستيا» الروسية: إن كلام القادة العسكريين الإيرانيين عن نجاح بلادهم في صنع صواريخ جديدة بعيدة المدى لا يعدو كونه مجرد تهويش؛ إذ إن إيران لا تستطيع القيام بأعمال بناء مصاف نفطية لإنتاج البنزين من خلال الاعتماد على الذات؛ فكيف لها أن تبني مصنعاً لإنتاج تقنيات معقدة كالصواريخ؟!
ويدور منذ أعوام الحديث حول خطط الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة درع صاروخي في أوروبا على مقربة من الحدود الروسية بهدف صد صواريخ يحتمل أن تنطلق من إيران.
وقال هذا الخبير الروسي: يجب ألا يغيب عن بالنا أن الإنتاج الصناعي للصواريخ أمر مستحيل دون إجراء عدد كبير من التجارب، ولا يمكن لتجارب الصواريخ، فضلاً عن تجربة السلاح النووي، أن تتخفى عن عيون المراقبة. والأغلب ظناً - بحسب رأي الخبير - أن مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا لا يهدف إلى حماية أوروبا من أي صواريخ، وإنما يهدف إلى ربط أوروبا بواشنطن التي تخشى أن تدفع الأزمة المالية والاقتصادية الأوروبيين إلى التخلي عن حلف شمال الأطلسي لصالح جيش أوروبي صغير وغير مكلف؛ ما يؤدي إلى خروج أوروبا عن نطاق سيطرة أمريكا؛ لذلك أوجدت واشنطن ما من شأنه دفع أوروبا إلى الاستمساك بالحلف معها؛ لإبقاء القارة العجوز تحت هيمنة حمايتها المزعومة.