(إنّ اكتشاف آثار الدرعية والتي تتولاها مصلحة الآثار أمر هام... ونحن مهتمون عليه حتى لا تندثر ولتبقى دليلاً واضحاً يذكره الجميع والتاريخ).. كلام أختزل فيه صاحب السمو الملكي اهتمام الدولة واهتمامه شخصياً بالدرعية وآثارها قبل 31 عاماً إثر جولة تفقدية تاريخية قام بها سموه للدرعية وقف خلالها ميدانياً على المشاريع القائمة والأعمال التي تقوم بها مصلحة الآثار القديمة، كما تفقد الاحتياجات المستقبلية لهذه البلدة التاريخية والتي تحتل موقعاً خاصاً في نفوس الجميع باعتبارها منطلق الدعوة التي قام بها الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب منذ أكثر من خمسمائة عام، فهي (جديرة بهذه المكانة) كما قال سلمان بن عبدالعزيز خلال جولته.
وكان سلمان بن عبدالعزيز ينظر باتجاه مستقبل المكان الذي صار قاعدة دولة عظيمة بفضل مجهودات قادة البلاد البررة الذين تناوبوا على الحكم.
وكان سموه قد تحدث مع المسؤولين عن اجتماعه الذي عقده عقب نهاية الجولة قائلاً: (قمنا ببحث احتياجات الدرعية ودراسة المشاريع التي تهمها، وسيتم تزويد مزارعها بالمياه، كما سيتم إنشاء مركز ثقافي تابع لوزارة المعارف وآخر تابع لجمعية البر بالرياض... بالإضافة إلى عدد من المشاريع البلدية في أغلبها، لكن كما هو معروف فالمشاريع لها ارتباطات ببعضها البعض، وهذه المشاريع ستعطي الدرعية دفعة جديدة لتنظيم أحيائها وتحسينها وإيجاد المرافق المطلوبة لها لأن الدرعية ليست مدينة آثار فقط ولكنها مدينة ماض وحاضر ومستقبل.. ومهما عملنا لها سنظل مقصرين في حقها... ولكن سنعمل - إن شاء الله - ما يمكننا وما نستطيعه في سبيلها).
ولم ينس سموه اهتمامه الذي أنصب على الإنسان، حيث أمر وقتها بتوزيع 800 قطعة أرض لذوي الدخل المحدود، بالإضافة إلى توجيهه بالعمل على سفلتة الشوارع وإنارتها ومد شبكات المياه والجسور وغيرها من المشاريع التنموية الأخرى.
ويذكر أنه قد رافق سموه في هذه الزيارة كل من معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر (وزير المعارف)، والشيخ عبدالله النعيم (أمين مدينة الرياض)، والدكتور عبدالله العمير (وكيل وزارة المالية لشؤون الميزانية)، والدكتور صالح المالك - رحمه الله - (وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية)، والدكتور ناصر السلوم (وكيل وزارة المواصلات)، والدكتور عبدالله المصري (وكيل وزارة المعارف المساعد لشؤون الآثار)، والأستاذ أحمد المشعل (مدير عام الشؤون البلية والقروية). وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى قصر الإمارة الأستاذ عبدالرحمن العبداللطيف (وكيل إمارة الدرعية)، والشيخ عبدالله بن خميس، ورؤساء الدوائر ووجهاء وأعيان الدرعية.
وعقب الجولة كان د. الخويطر قد قال للجزيرة: (حدد مكان مقر المركز الثقافي الذي ستقيمه وزارة المعارف سيكون بالدرعية)، مشيراً إلى إنه سيعطي فكرة عن الحضارة في المملكة قديماً وحديثاً ويضم شتى المعلومات التي يحتاجها القادم إلى الدرعية وخاصة في مجال تاريخ الجزيرة القديم وتاريخ المملكة عندما كانت الدرعية هي عاصمة المملكة.
فيما تحدث د. الملك - رحمه الله - عن المشاريع البلدية قائلاً: (تمت خلال الاجتماع مشاريع تتعلق بنزع ملكية السفلتة وأرصفة وإنارة، هذا بالاضافة إلى أنه سبق أن اعتمدت مشاريع لنزع الملكية في حدود 56 مليون ريال وتم صرفها وتسليمها لأصحابها في الوقت الحاضر، وفتح الشوارع التي تعتبر شرايين ربط بين أحياء المدينة، وسيتم بعد تنفيذ هذه المشاريع القيام باعتمادات معينة لمشاريع التحسين والتجميل).
ومن جهته قال د. السلوم عن مشاريع وزارة المواصلات قائلاً: (تم الاتفاق على سفلتة طريق وادي حنيفة الذي يربط شمال الدرعية بجنوبها بالإضافة إلى المداخل المؤدية إلى المدينة من الطريق الدائري وبالعكس).
أما الشيخ عبدالله بن خميس، فقد وصف حينها جولة الأمير سلمان بقوله: (تركت زيارة سموه وتفقده للدرعية أثراً طيباً، ونعقد آمالاً كبيرة على هذه الزيارة التي سيكون لها بحول الله وقوته الأثر الكبير والذي سيلمسه القاصي والداني، وأنا متفائل كثيراً لهذه الزيارة وسيتحقق هذا الأمل بإذن الله).