فاصلة:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ....}.
- سورة البقرة آية 185 -
بدءاً كل عام وأنتم بخير
هذا أول عام أصومه في الرياض بعد صيام رمضان لعامين في مانشستر
عندما تكون بعيداً يشدّك الحنين إلى كل الأشياء دون تقييمها، فالحنين عاطفة تبعد كثيراً عن منطق العقل.
في مانشستر يبدو الإحساس برمضان أكبر من مدن أخرى، فالجاليات المسلمة منتشرة في المدينة لكنك أبداً لا ترى سوى بلدك وأهلك.
سألت نفسي ما الذي تغيّر فيّ وفي الناس، حيث رمضان لم يتغير.. ضيف يأتينا كل عام والمفترض أن يكون في استقبالنا له صفة الاحترام، لكن الذي يحدث أنّ ربات المنازل يستقبلنه بتحضير الكثير من أصناف الطعام والإعداد لها بما يهدر وقتاً طويلاً، والقنوات الفضائية تستقبله باستخفاف، حيث تتسابق في تقديم المسلسلات وبرامج المسابقات، ورسائل التهاني عبر أجهزة الجوال لا تنقطع.
لكن ماذا عن أطفالنا كيف يفهمون رمضان؟
يواجه المغترب إشكالية عدم فهم الأطفال لرمضان، فهم في بلاد الغربة لا يشعرون بحميميته ولا يشعر الطفل من رمضان سوى مائدته والتلفاز!!
كيف نوصل لأطفالنا مفهوماً أعمق من الموائد الرمضانية؟
في الغرب يحترمون عيد الكرسمس ولديهم طقوس خاصة به، فعلى سبيل المثال رغم أنهم يشربون الخمر في كل وقت إلاّ أنهم ليلة ميلاد المسيح احتراماً لقدوم المناسبة تمنع دولة كأمريكا بيع الخمور في تلك الليلة.
ونحن لدينا شهر كامل لكننا بعيدون عن استقباله بما يليق به، فلا وقت لدينا للاهتمام بالعادات المتوارثة والطقوس القديمة التي تحترم قدوم رمضان، ولذلك يأتي رمضان ويذهب ومعظمنا مشغول بالزيارات الاجتماعية وارتياد الأسواق والسهر، خاصة وأن القنوات الفضائية تتنافس في عرض مسلسلاتها وبرامجها هذا الشهر .
ومع ذلك فهناك نماذج أحبها لبعض الأسر التي تستثمر انتشار المعارض الخيرية، ليشتري الأطفال بعض الحاجيات التي يكون ريعها إلى المحتاجين، والبعض يساعد أطفاله على انتهاج الصدقة من مصروف الطفل الخاص وبعض الأسر تصحب أطفالها لزيارة المرضى والمنومّين في المستشفيات، وبرأيي من المهم جداً أن يزور أطفالنا مرضى لا يعرفونهم ليحمدوا الله على نعمة الصحة.
كما أنّ بعض الأسر تستحدث مسابقة بين الأبناء في حفظ القرآن وختم أجزائه لتعطي رسالة مهمة جداً للأبناء مضمونها استثمار الوقت كما يجب في رمضان هناك أفكار كثيرة ممكن أن ننفذها لكن المهم استمرارها ولو بشكل أقل بعد رمضان لأنّ مشكلتنا الأساسية أننا نكتسب بسهولة العادات لكننا بصعوبة نحتفظ بها.