الدمام - هيا العبيد / تصوير - محمد آل إبراهيم :
مع إطلالة شهر رمضان المبارك تتوافد السيدات لأداء صلاة التراويح بالمصليات النسائية؛ حيث تنتشر المخيمات الخارجية لمجابهة الازدحام الذي تشهده المصليات، إلا أن غالبيتها تفتقر إلى الأجواء الروحانية؛ لعدم وجود المكيفات ومنافذ التهوية؛ لذا ناشدت عدد من السيدات المسؤولين في وزارة الشؤون والأوقاف تحسين أوضاع المصليات؛ ما يجعلهن يتمكنّ من أداء الصلاة وكسب الأجر في أجواء إيمانية.
وقالت أم معاذ عن معاناتها ل(الجزيرة): إن المرأة تحرص على أداء صلاة التراويح في هذا لشهر الفضيل والاستمتاع بروحانيته؛ ما يجعل المساجد تزدحم بالنساء؛ ما يضطر الغالبية منهن إلى القيام بتأدية الصلاة في المخيمات الخارجية التي لا تتوافر فيها وسائل الراحة والاستشعار بتأديه الصلاة على أكمل وجه؛ وذلك لضيق مساحة المكان وعدم توفير أجهزة التكييف وارتفاع درجات الحرارة.
أما أم محمد فتقول: تشهد بلادنا - ولله الحمد - أعداداً كبيرة من المصليات التي عُملت على أحدث التصميمات بما يتوافق مع بيوت الله وحرمتها ومكانتها في هذا البلد الخيّر، إلا أننا نفتقر إلى وجود مصليات نسائية بمساحات واسعة تتسع للنساء، خاصة في وقت صلاة التراويح التي تحرص المرأة على أدائها؛ ما يجعل المصليات مزدحمة بالنساء، ويضطر البعض منهن إلى الصلاة في المخيمات الخارجية التي عُملت لهذا الغرض، ولكن لم نجد فيها الراحة والخشوع بسبب عدم تأهيلها تأهيلاً كاملاً بما يتوافق مع شعائر الشهر، من ناحية اتساع مساحاتها؛ ما يدفع الكثير من النساء إلى الخروج قبل إتمام الصلاة. وتتساءل أم فهد عن عدم استمرارية المصليات النسائية طوال العام خاصة أن الفترة الأخيرة تشهد إقبال النساء على المصليات في الأيام العادية. وأردفت بحديثها قائلة: إن غياب المرأة عن المسجد في السابق يؤثر فيها بالطبع، لكنه يؤثر في المسجد أيضاً؛ ما يجعل إفراغ مساحة من المسجد للنساء لا تستعمل إلا شهراً واحداً في السنة أمراً غير منطقي؛ لهذا تُبنى كثير من المساجد وهي لا تحتوي أصلاً في مخططها على مكان مخصص للنساء، وإذا جاء رمضان يتم التعامل مع وجودهنّ المؤقت بحلول مؤقتة، كفتح مكتبة المسجد لهنّ أو الصلاة في الفناء أو اقتطاع جزء من مصلى الرجال. كما يُعتنى ببنيان باقي المسجد الذي يُزخرف بثراء ويُزيّن، ومصلى النساء عادة غرفة غريبة الشكل هندسيا - بما أنها مساحة مقتطعة وليست أساسية - كئيبة الإضاءة سيئة التكييف، أو بشبابيك واسعة مزينة بالحديد المشغول؛ لذا نرجو من المسؤولين أن تستمر هذه المصليات للاستفادة منها في سائر الأيام.
أم تركي تقول: نجد بعض المشرفات داخل المساجد تقوم باستبعاد المصليات أثناء تأديتهن الصلاة، خاصة التي تحضر إلى المصلى برفقة أطفالها للصلاة في المخيمات الخارجية، التي يُفتقر فيها إلى وسائل الراحة لها ولأطفالها.. ولعلنا نتساءل: لماذا لا يكون هناك مساحات واسعة تخدم المصليات؛ حتى يتمكنّ من تأدية صلاتهن بخشوع وطمأنينة وبرفقة أطفالهن؟