Al Jazirah NewsPaper Friday  13/08/2010 G Issue 13833
الجمعة 03 رمضان 1431   العدد  13833
 
خص به (الجزيرة) قاضي التاريخ الرياضي د. أمين ساعاتي ينهي النزاع التأسيسي والخلاف التاريخي بين الاتحاد والوحدة بالوثائق والحقائق والصور النادرة
مؤسسو (الوحدة) اعترفوا بالبدايات الأولى.. والأربعينيات تؤكد أسبقية (الاتحاد) - الحلقة الأولى

 

إعداد: خالد الدوس

* مازال تاريخ الحركة الرياضية بالمنطقة الغربية يكتنفه مزيد من الغموض وأجواء تسودها الضبابية.. حول أحقية النادي الأول نشأة وقياما.. ممن يستحق الهرولة في مضمار الريادة والفوز بلقب أول نادٍ تأسس بالمملكة.

فالوحداويون الذين طرزوا شعارهم الحالي بالرقم (1) إشارة إلى أقدميته وأحقيته بالريادة التأسيسية على صعيد الأنديه المحلية, وبالمقابل يصّر الاتحاديون على أن عميدهم هو الأحق والأجدر بهذا اللقب التاريخي وهو أول نادٍ تأسس بالمملكة عام 1347هـ، وفي ظل الخلاف الدائر في فلك الناديين والجدل البيزنطي حول لقب الزعامة والعمادة والفوز باللقب التاريخي.. اتجهت بوصلة (الجزيرة) إلى غرب المملكة في ضيافة عميد مؤرخي الحركة الرياضية.. صاحب أكبر موسوعة رياضيه قدمها للمملكة الدكتور (أمين ساعاتي) المعروف بحجته القوية.. المدعومة بالوثائق المثبتة والحقائق الدامغة والصور التاريخية النادرة.. ليكشف لنا أوراقا عن حقيقة تأسيس ناديي الوحدة والاتحاد معززا أقواله ومدعما حديثه بالوثائق التاريخية والصور النادرة تنشر لأول مره.

واليوم وعبر «الحلقة الأولى».. يبدأ ضابط التاريخ الرياضي الدكتور (أمين ساعاتي) في رواية قصة البدايات الأولى لقيام وتأسيس نادي الوحدة:

المنهج التاريخي وأسسه العلمية

فى تاريخ متقارب أجرت صحيفة النادي الرياضية حوارين متعاقبين مع الزميلين العزيزين عبد الله كعكي ومحمد رمضان، قال الكعكي كلاماً مبرمجاً بأن الوحدة تأسست قبل الاتحاد ولم يقل متى وكيف ومن هم المؤسسون، بل أحرج نفسه حينما قال بأنه لايعرف كيف تأسست الوحدة وإنه ولد فى المغرب ثم قدم إلى مكة، أمّا محمد رمضان فقال - بلغة التشفى أكثر من التحدي - بأن الوحدة تأسست قبل الاتحاد، ثم صمت صمتاً عميقاً، وكأن الكلام فى تاريخ الوحدة قد بدأ وانتهى عند هذه العبارة.

وواضح أن الزميلين خاضا - للأسف الشديد - فى موضوع لا يعرفان عنه شيئاً وقالا كلاماً مرسلاً لايقبله عقل ولا منطق، وكنت أتمنى من الزميلين أن لايخوضا فى قضية يجهلان تماماً أصلها وفصلها، وكان يجب أن يدركا بأن طرح المعلومات المغلوطة تدين أصحابها وتأخذ من رصيدهم الرياضى.

وأنا هنا لا أعتب على العزيز الكعكي كثيراً لأن الكعكي لم يكن كاتباً أو مؤرخاً قط، بل كان لاعبا ماهراً وحكماً ناجحاً، وإنما أعتب على الزميل الرمضان وهو إعلامي له تاريخ مديد فى الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، ومثل هذه الأخطاء والتجاوزات العاطفية تطيح بسجله الإعلامي الحافل، ولذلك حينما يخطىء هذا الإعلامي الكبير فى مسألة مفروغ منها ولا تقبل الشك، فإن هذا الخطأ يحسب عليه، لأن الكلام المرسل الملقى جزافاً دون دليل رصين واحد أو برهان قراح.. سوف يدين صاحبه، ولو أبقى الرمضان تاريخه الإعلامي المديد دون أن يلوثه بأكذوبة لا أساس لها من الصحة لكان أكرم له وأجمل، وأحسب أن الرمضان إذا قرأ بتجرد ونزاهة هذه الدراسة عن نشأة نادينا الوحدة العريق، فإنه لاشك سوف يعترف بخطئه ويؤيد مجموعة الأدلة الوحداوية الدامغة التى سوف أستعرض بعضها فى هذه المقالة.

إن الكتابة فى التاريخ يجب أن ترتهن إلى المنهج التاريخي ولاترتهن إلى الهوى الشخصي والذاتية المفرطة، والمنهج التاريخي يرتكز إلى خمس مقاربات علمية.

أولها: الاعتماد على مصادر المعلومات الموثوق بها ومن أهمها - فى مسألة تاريخنا الرياضي - الاتصال بالمؤسسين وإجراء الحوارات المباشرة معهم، وهذا المصدر هو المصدر الرئيسي لكتابة التاريخ.

ثانياً: الوثائق الحكومية والوثائق المكتوبة من قبل المؤسسين.

ثالثاً: الصحف والكتب التى تعتبر المرآة التى نرى فيها كل أنشطة المجتمع فى كل حقب التاريخ.

رابعاً: التنظيم الإداري والرياضي الذى يوضح أسماء بارزة قامت بالتأسيس والإدارة، وأسماء لاعبة قامت باللعب.

خامساً: الأماكن سواء كانت المقرات أو الملاعب، فالأماكن كالكائن الحي تحكي عن كل ما دار ويدور فيها من نشاط إنساني متنوع.

وإذا قرأنا هذه الدراسة بوعي وعقل متوازن، فإننا نجد أن الدراسة اهتمت جداً بتطبيق الأركان الخمسة للمنهج التاريخي بينما لم يخطر ببال الرمضان ولا الكعكي أن فكرا فى كتابة التاريخ من خلال المنهج التاريخي الرصين، بدليل حينما قالا إن الوحدة تأسست قبل الاتحاد لم يقولا من الذي أسسها ولم يقولا من هم اللاعبون ولم يقولا أين اجتمعوا وقرروا تأسيس الوحدة، وللأسف فإن الرمضان فى كل مسيرته الإعلامية لم يكتب في تاريخ نادى الوحدة كلمة واحدة رغم أنه - كما توضح الصور التى ننشرها مع هذا البحث - كان يجلس معنا فى بيت الوحداويين (مجلس كامل أزهر بشارع المنصور بمكة المكرمة)، كما أنه لم يستفد من مداخلة طيب الذكر الأستاذ القدير محمد بن شاهين يرحمه الله التى بعثها لي فى صورة خطاب أنشره مع هذا البحث وأقر الأستاذ محمد بن شاهين فى الخطاب بأن الوحدة تأسس فى عام 1366هـ، كذلك لم يستفد الرمضان من المقالة التى نشرها الصحفي الوحداوي المعروف الأستاذ جعفر عارف والتى أخذ مضمونها ومعلوماتها من المؤسسين الحقيقيين ونشرها فى صحيفة الندوة العدد 515 تاريخ 11 ربيع الثانى 1380هـ الموافق 12 أكتوبر 1960م أي قبل تأسيس الوحدة بستة عشرة عاماً فقط، ويومذاك - كما هو واضح - كان تاريخ التأسيس قريب ولايزيد بعده عن ستة عشر عاماً، والجميع يتذكر والأماكن كانت تتكلم والأشخاص كانوا يتمتعون بذاكرة متوقدة وهم في عز شبابهم.

لقد بدأ تاريخ كرة القدم فى المملكة من خلال الجاليات الإندونيسية والمالوية التى بدأت ممارسة كرة القدم فى أماكن متفرقة من حارات مكة المكرمة، ومع مرور الوقت تسلل مجموعة من الشباب السعودي إلى هذه الفرق، وأثبت اللاعبون السعوديون في الفرق الإندونيسية - ولاسيما فريق الفادن والملايا - وجودهم، وأصبحوا كُثر في العدد وكثر فى المهارات، ومنهم: مكي أجزجي، ومحمد شكري، وشفيق المصوراتي، وحسن داغستان، وهلال شيت، حتى أصبح لهم كفة الثقل في النادي.. فرفعوا طلباً إلى الأمن العام فى عام 1348هـ (1928م) يطلبون فيه تعديل اسم الملايا إلى فريق «الملايا حجاز « وأجيب الطلب وأطلق هذا الاسم على هذا الفريق منذ ذلك العام.

وكان هذا الاسم أول محاولة لإنشاء فريق وطني في مكة المكرمة، وبعد فترة وجيزة وقع خلاف بين اللاعبين، فانفصل السعوديون عن الملاويين وزاولوا أول تمرين لهم بمحلة المسفلة، وفي هذه الأثناء قدم الشريف فواز من تركيا (اسطنبول) وفي جعبته خبرات لعبة كرة القدم، فانضم الشريف إلى هذه المجموعة وأطلقوا على أنفسهم اسم النادي الأهلي بمكة بدلاً من الملايا حجاز، وقرروا أن يتشكل شعار الفريق من اللونين الأحمر والأسود، وهكذا تأسس أول فريق وطني سعودي فى مكة المكرمة، وكان قد سبقه فريق «الحجاز الرياضي» بجدة في عام 1346هـ (1926م) كأول فريق في المملكة العربية السعودية، وهو ما تناولناه بالتفصيل فى موسوعتنا الرياضية، ولكن الحجاز الرياضي انقسم عنه فى عام 1347 هـ (1927م) نادى الاتحاد العربي السعودي (العميد) الذى يعتبر الآن أول فريق سعودي - على قيد الحياة - تأسس في المملكة العربية السعودية.

وحينما بدأت أكتب تاريخ نادي الوحدة في الثمانينيات الهجرية أي قبل أكثر من خمسين عاماً كنت أظن أن الوحدة هو امتداد لفريق الوطن، ولكن حينما اتصلت بالمؤسسين نفوا بشدة أن تكون الوحدة امتداد للوطن، وأكدوا بالإجماع أن الوحدة فريق مستقل نشأ في عام 1366هـ (1946م) باسم الحزب، وبعد شهور قلائل جرى تغيير الاسم من الحزب إلى «الوحدة»، وهو تعبير هام عن وحدة جميع مناطق المملكة العربية السعودية، إذن ليست الوحدة منبثقة عن الوطن أو منبثقة عن أي ناد آخر، فالوحدة فريق جديد مستقل أسسه مجموعة من الشباب على رأسهم أحمد قاروت وحمزة بصنوي وكامل أزهر وحسين بوقس وعبدالرحمن سجيني ومحمد شلبي...

وقبل أن يشتركا في تأسيس الوحدة لعب كامل أزهر للأهلي ولعب حمزة بصنوي للوطن، وأقيمت مباراة بينهما في عام 1352هـ (1932م) وانتهت المباراة بمشاجرة أدمت بعض اللاعبين، وظل الأهلي بمكة على قيد الحياة حتى عام 1376هـ (1956م)، وكذلك ظل الوطن على قيد الحياة حتى عام 1378هـ (1958)، أي أن تأسيس الوحدة لم يلغ أحدهما، لأن الوحدة -كما ذكرنا- ليس امتداداً لأحدهما.

بدأ فريق الحزب (الوحدة فيما بعد) مزاولة تمارينه بالمسفلة برئاسة وتأسيس أحمد قاروت، وبعد شهور قلائل من تأسيس الحزب اجتمع أحمد قاروت وكامل أزهر وعبدالرحمن السجيني وحسين بوقس ومحمد شلبي في دار محمد هنيدي بالقشاشية وقرروا اسم الوحدة بدلاً من الحزب.. وأقام الفريق مناورة رياضية كبرى بالمسفلة اغتباطاً بميلاده.. وبالإضافة إلى هؤلاء المؤسسين انضم إليهم في إدارة الفريق، عبدالخير قلعي، عبدالسلام الساسي.. وكان من الإداريين من هم من أبرز اللاعبين كالأزهر والبصنوي والقلعي بالإضافة إلى سرور هرساني، محمد خان، إبراهيم كنفر، ثم أحمد باز، وعبدالعزيز بن حسان، وعبدالله كعكي، وسعيد أزهر، وأحمد آشي، ومنذ اللحظة الأولى لميلاد الفريق.. كان شعاره الأحمر والأبيض..

تحدث أحمد قاروت عن تاريخ الوحدة كما أيده بالتمام والكمال الأزهر والبصنوي والبوقس والسجيني، وفي هذا ما ينفي انبثاق الوحدة عن الوطن.. فالوحدة فريق أسس في عام 1366هـ (1948م) ولم يكن له ماض قبل هذا العام أو في الفترة الأولى كالاتحاد وأهلي مكة والوطن وأهلي جدة والهلال البحري، وأحمد قاروت عاد وتحدث حديثاً في عام 1426هـ عن تاريخ تأسيس الوحدة فقال بأنه تأسس في عام 1366هـ (انظر كتاب الرواد المؤسسون لتاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية) الصادر عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

وثيقة تأسيس نادي الوحدة

قبل التوقيع على هذه الوثيقة كنت أتردد على بيت الوحداويين (مجلس كامل أزهر) الكائن في شارع المنصور بمكة المكرمة، وكان الجميع يجمع بما لا يدع مجالاً للشك- أن الوحدة تأسس في عام 1366هـ، ولكن في 14 رجب 1391هـ نشرت مقالاً في جريدة عكاظ أستفتي فيه القراء وبالذات الوحداويين وأضع بين أيديهم تاريخ ناديهم الوحدة، كما ذكره لي المؤسسون الحقيقيون، وأطلب منهم الإدلاء برأيهم، وللأسف لم يصلني إلاّ خطاب عاجل جداً في نفس يوم نشر المقال من الأستاذ القدير محمد بن شاهين يرحمه الله يقول لي فيه إنه كان يظن أن الوحدة امتداد للوطن، ولكن بعد أن قرأ في مقالي أقوال المؤسسين فإنه يسلم بأن الوحدة تأسس في عام 1366هـ.

وفي يوم الجمعة غرة ذي القعدة 1392هـ اجتمعت مع مجموعة من مؤسسي الوحدة العريق وفي مقدمتهم العم كامل أزهر وحسين بوقس وعبدالرحمن سجيني وحمزة بصنوي وطرحت موضوع تأسيس الوحدة على بساط البحث فأجمعوا على أن الوحدة تأسس في عام 1366هـ، قلت إنني أرى إجماعاً على أن تاريخ تأسيس الوحدة في عام 1366هـ، ولكن منعاً للاستعجال فإنني أرجئ كتابة وثيقة بتاريخ التأسيس إلى يوم الجمعة بعد القادمة حتي نعطي للجميع فرصة مراجعة المعلومات والبحث في الاضبارات القديمة.

وفى يوم الجمعة الموافق 17 ذي القعدة 1392 هـ وفي بيت الوحداويين (مجلس كامل أزهر) طرحت الموضوع مرة أخرى، وكان الإجماع المشدد على أن تأسيس الوحدة قد تم في عام 1366هـ وأن نادي الوحدة ليس له علاقة بالنادي الأهلي بمكة وليس له علاقة بنادي الوطن، لأن هذين الناديين كانا على قيد الحياة حينما تأسس الوحدة، ولذلك على بركة الله تم التوقيع على وثيقة تأسيس نادي الوحدة من القطبين كامل أزهر وحمزة بصنوي.

مؤسسو الوحدة..

وأبناؤهم وأحفادهم يؤكدون التأسيس عام 1366هـ

ورغم أن الوثائق والمقابلات المباشرة التي أجريتها مع الكوادر التي أسست نادي الوحدة والتي تقول إن نادي الوحدة قد تأسس في عام 1366هـ (1946م)، إلا أن بعض محبي نادي الوحدة حاولوا بعواطفهم الشخصية -بعد ستين عاماً- أن يعطوا ناديهم الوحدة تاريخاً قبل تأسيس نادي الاتحاد بجدة.

ويقولون صراحة إنه لا يمكن أن يكون نادي الوحدة بمكة قد تأسس بعد نادي الاتحاد بجدة والنادي الأهلي بجدة لأن الكرة بدأت في مكة قبل أن تبدأ في جدة، ورغم أننا نلتمس العذر للعواطف الجياشة التي عالجوا بها هذا الموضوع إلا أننا لا نستطيع أن نرهن أو نربط تاريخ تأسيس أي ناد بتاريخ تأسيس أندية منافسة أخرى، فتاريخ تأسيس الهلال لا يرتبط بتاريخ تأسيس النصر أو الرياض أو الطائي..

ولكن تاريخ التأسيس هو تاريخ البداية الحقيقة للنادي.. هو الميلاد الحقيقي للنادي، بصرف النظر عن تاريخ تأسيس غيره من الأندية المنافسة.

إن الارتهان إلى تاريخ تأسيس نادي الوحدة يرتكز إلى الأسباب الموضوعية التالية:

1- نشرت مقالاً يشبه الاستفتاء في جريدة عكاظ العدد 2065 تاريخ 14 رجب 1391هـ أشرت فيه إلى أن مؤسسي الوحدة (أول رئيس أحمد قاروت وأول كابتن (كامل أزهر) واللاعب الوحداوي الكبير حمزة بصنوي) وغيرهم من الأوائل الذين أكدوا لي في بيت العم كامل أزهر أن نادي الوحدة تأسس في عام 1366هـ، وأن هذا التاريخ كان مكان استغرابي إذ كنت أتصور أن نادي الوحدة أسس قبل هذا التاريخ بكثير، وطالبت بمن لديهم أدلة غير شهادة المؤسسين الحقيقيين أن يبادروا بتزويدي بها، ولكن حصلت على مزيد من القرائن التي تثبت صحة أقوال المؤسسين التي تقول بأن نادي الوحدة أسس في عام 1366هـ.

2- الزميل الأستاذ محمد بن شاهين كان له رأي مخالف لأنه كان لاعباً في فريق الوطن (نادي الوطن -كما سنرى- لم يتأسس قبل الاتحاد والأهلي)، وكان الزميل يعتقد أن الوحدة امتداد للوطن، ولكن بعد أن قرأ مقالتي المشار إليها بعث لي برسالة أنشرها هنا، يعلن فيها أنه أخطأ ويؤيد ما ذهب إليه المؤسسون الحقيقيون المذكورة أسماؤهم من أن فريق الوحدة ليس امتداداً لفريق الوطن.

3- الزميل والصديق الأستاذ زاهد قدسي يرحمه الله أجرى مقابلة صحفية نشرت في صحيفة الرياضة في عام 1378هـ مع العم كامل أزهر رئيس نادي الوحدة في ذلك التاريخ وأكد له العم كامل أن نادي الوحدة تأسس في عام 1366هـ. وفي مكالمة هاتفية بتاريخ 9 ربيع الثاني 1416هـ حول موضوع تأسيس الوحدة مع الزميل الأستاذ زاهد قلت له: إنني أحتفظ بوثيقة أنت شريك فيها تؤكد أن نادي الوحدة تأسس في عام 1366هـ وليس قبل ذلك. ويبدو أن الزميل العزيز فوجئ بما أقول ونسي هذا الحوار الذي أجراه مع العم كامل أزهر. ولذلك حينما قلت له أنني أحتفظ في ملفاتي بهذه الوثيقة قال: أنا لم أعترض على كلامك ولكن بعض الشباب لهم وجهة نظر أخرى وهم الآن يجمعون الأدلة من أجلها. ولكن لم أرَ الأدلة لأنه لا توجد أدلة أصلاً، وبالتالي لم تظهر وجهة نظر هؤلاء.

4- إذا رجعنا إلى الصحف التي كانت تصدر في ذلك الوقت قبل عام 1366هـ نجد أن الصحف كانت تغطي كل أخبار الأندية ولم يرد ذكر لنادي الوحدة قط، وهذا يؤكد أن نادي الوحدة لم يولد بعد ولم يظهر إلى الوجود .

5- إن أولى المباريات الرسمية لنادي الوحدة بدأت في عام 1368هـ ضمن مسابقة أطلقها محمد خطيب سنبس باسم «نيشان السنبس»، ثم بدأت الوحدة اللعب مع الاتحاد من جدة لأول مرة في عام 1369هـ .

6- الصحفي الوحداوي جعفر عارف وهو المعروف بكتاباته الوحداوية في الثمانينيات الهجرية كتب مقالاً في جريدة الندوة العدد 515 تاريخ 11-4-1380هـ (12 أكتوبر 1960م)، ص3 جاء فيه ما نصه: بدأ فريق الوحدة الرياضي أول تمارينه عام 1367هـ وكان اسمه في ذلك الوقت فريق الحزب الرياضي ومؤسسه هو الأخ أحمد قاروت وكان قد تأسس على أساس مكين من الألفة والمحبة... إلخ. (انظر صورة المقال).

7- بعد عشرين عاماً من نشر وثيقة تأسيس نادي الوحدة قرأت في الصحف لبعض المتعاطفين مع ناديهم الوحدة ما يشير إلى التشكيك في الوثيقة.. إزاء ذلك قمت في يوم الخميس 6 ربيع الثاني 1411هـ بزيارة العم كامل أزهر في مجلسه المعروف بشارع المنصور بمكة المكرمة، وفتحت الملف مرة أخرى حول تأسيس نادي الوحدة فأكد لي أنه ما زال على رأيه وأنه لا يمكن أن يزوّر التاريخ، وكان يجلس معنا الأستاذ محمد طرابلسي مدير الشئون الرياضية.

8- في عام 1426هـ أصدر الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب قراراً بتشكيل لجنة لاختيار أهم المؤسسين للحركة الرياضية في المملكة، ولقد شرفني سموه الكريم بأن أكون عضواً في اللجنة، ووقع الاختيار بأغلبية الأصوات على أربعين شخصية رياضية كان من بينهم الأستاذ أحمد قاروت على أساس أنه أحد المؤسسين وأول رئيس لنادي الوحدة، ولقد طلبت اللجنة من الأستاذ قاروت أن يزودها بسيرته الذاتية شأنه شأن كل الرواد لتصدر السير الذاتية في كتاب يتم توزيعه في حفل تكريم الرواد الذي أقيم في قصر المؤتمرات بجدة برعاية كريمة من سمو الأمير سلطان بن فهد، وصدر الكتاب ووزع في الحفل، وجاء في السيرة الذاتية التي كتبها الأستاذ المؤسس أحمد قاروت أن نادي الوحدة تأسس في عام 1366هـ وأنه كان أحد المؤسسين وهو أول رئيس له.

بعد كل هذه الحقائق من مؤسسي الوحدة وأبنائهم وأحفادهم.. يبدو أن البحث عن تاريخ يسبق عام 1366هـ لنادي الوحدة أصبح نوعاً من العبث والبحث عن المجهول الذي لا وجود له البته. وأرى أن الوحداويين يجب أن يشغلهم الآن البحث عن كل ما من شأنه أن يعيد الوحدة إلى صفوف الأندية التي تتسابق على نيل البطولات بعد أن حرم هذا النادي الكبير من البطولات لأكثر من أربعين عاماً، ونذكر أن فريق الوحدة في كرة القدم هبط إلى الدرجة الأولى ثلاث مرات خلال ثمانية عشر عاماً بسبب الانشغال بمواقع تاريخية ليست له وهي لا تسمن ولا تغني من جوع.

المؤرخ الرياضي - د. أمين ساعاتي


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد