دخلت على صاحبي، فإذا هو يقهقه قهقهةً يسمعها من هو في آخر الحي. ألقيت عليه وعلى ضيفه الجالس إلى جانبه السلام، فما كان منه إلا أن طلب مني الجلوس بحركة من يده اليسرى في حين كانت يده اليمنى تتحسس بطن ضيفه، وحمّى القهقهة لا تزال مشتعلة بين الاثنين. توجه صاحبي بالكلام إلي، وهو لا يزال يضحك.
- تصدق أن هذي الكرشة، كرشة موظف عن انضباط الشباب؟!
- والله الذنب ما هو ذنبنا. تخيل أنه ما عندنا صالات رياضية، وين تبغانا نسوي رياضة، بالشوارع؟! والله اني سويتها مرة، طلع شكلي غلط. لو عندنا صالات رياضية كان الواحد راح لها يومياً وكان ما شفت هالكروش المتدلية عليّ وعلى غيري.
قال صاحبي وهو يتنهد من شدة الضحك:
- أنا أعرف أن بعض القطاعات عندها صالات رياضية نموذجية.
رد الضيف:
- يا عمي يمكن قطاع واحد أو قطاعين.
سألته:
- وهل هذا هو سبب انتشار ظاهرة السمنة لدى الكثير من عسكريينا ومدنيينا؟!
تدخل صاحبي:
- شف عاد. كرشة على واحد مدني، أقبلها، لكن على عسكري، ما أقبلها أبداً.
ثم تدخلت:
- النادي الرياضي مطلوب لحل هذه الظاهرة، كما أن التوعية بمخاطر السمنة، وإلزام العاملين في السلك العسكري والمدني بمراقبة أوزانهم مطلبان مكملان للمطلب الأول.
لكن صاحبي كانت له الكلمة الأخيرة:
- هرْج. يا زين الهرج.