كعادتهم على الوقوف مع أشقائهم المسلمين، تفاعل المواطنون السعوديون، وقبلهم القيادة الرشيدة، مع ما يتعرّض له الشعب الباكستاني المسلم من كارثة طبيعية هي الأسوء في هذا المجال، فلم يسبق أن تسبّبت فيضانات الأمطار في مثل هذه الكارثة التي دمّرت المدن والقرى وأغرقتها وخرّبت الجسور والطرق، وقتلت آلاف الأشخاص، وشرّدت الملايين من الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوّة، بعد أن عجزت الدولة في باكستان عن مواجهة هذه الكارثة التي تجاوزت إمكانياتها ومواردها، فالمساحة التي أصابتها الكارثة تشكِّل أكثر من مساحة دول، والمواطنون الباكستانيون المتضررون من كارثة الفياضانات والمشرّدون تجاوزوا العشرين مليوناً، جلّهم من الأطفال الذين بدأت الأمراض تهاجم أجسامهم النحيلة.
ولأنّ هذه البلاد وقيادتها وشعبها قد جُبِلت على الوقوف والتعاون والتكاتف ومؤازرة الأشقاء في أوقات المحن، فقد بادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بترجمة مشاركة السعوديين لإخوانهم الباكستانيين، ووقوفهم معهم في محنتهم التي يعيشونها حالياً، فوجَّه بتقديم (300) مليون ريال من شعب المملكة العربية السعودية لإخوانهم وأشقائهم الباكستانيين. ويأتي توجيه خادم الحرمين الشريفين، تأكيداً لمشاعر الأخوّة الصادقة التي يختزنها المليك المفدّى مثل كلّ المواطنيين السعوديين، الذين يأتي تجاوبهم وتعاطفهم مع إخوانهم المسلمين سريعاً قبل كلِّ الأجناس والدول، وتوجيه خادم الحرمين الشريفين لمساعدة الأشقاء الباكستانيين، يأتي بعد أمره - حفظه الله - بتنظيم حملة تبرعات شعبية كانت حصيلتها حتى أمس أكثر من مائة مليون ريال، لتكون المملكة قيادة وشعباً من أوائل الدول والشعوب الأكثر مساعدة للإخوة الباكستانيين، للتخفيف عن آلامهم، ومساعدتهم في تجاوز محنتهم التي يعيشونها حالياً جرّاء ما أصابهم من كوارث السيول والفيضانات التي اجتاحت أكبر إقليم باكستان، البنجاب والسند.
****