أروى الطفلة التي كابدت منذ نعومة أظفارها.. أروى فتاة السبعة عشر ربيعاً..
عانت منذ طفولتها، صارعت مرضاً وهي في السابعة من عمرها، وشاركها العمر وقضى على شبابها.
كافحت، وتحملت وخزات المرض، صابرة، محتسبة، ترسم الابتسامة على محياها حتى وهي على فراش الموت..
أصبحت أسطوانة الأكسجين مصاحبة لها! مع ذلك ومع الألم كنت أرى أروى الفتاة المؤمنة بقضاء الله وقدره، لم تستسلم ولم تقنط من رحمة الله.. كانت مثالاً حياً لاحتساب الأجر والصبر.. كانت تدعو الله أن يشفيها لتصبح داعية إلى دين الله.. وكان ربنا أرحم بحالها وأعلم بكل الأمور.. استرد سبحانه أمانته صباح الاثنين 22-8-1431هـ.
أروى كم هو صعب فقدانك.. آلم قلوبنا خبر وفاتك، وعذبت أرواحنا خسارتك في الدنيا، لا شيء يصف حجم محبتنا لك، لا شيء يعوضنا فقدانك..
أروى.. لن أنسى المرة الأخيرة التي جلست فيها معك فقد آلمني بشدة منظرك وأثر فيني.. كنت تقرئين القرآن.. إلى هذه اللحظة وأنا أتذكر آخر محادثتك لي، كنت تسألين عن أبي!! (وش أخبار عمي أحمد، من زمان عنه، ولهانه عليه).
سامحيني يا ابنة العم!
أتذكرين تلك الرسائل الورقية التي كتبتيها لي؟! إنها في الحفظ والصون منذ سنوات! سوف أصونها لبقية العمر.. هي إرثي من ابنة العم الغالية!
ربنا اجمعنا بها في جنتك، في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظله اللهم أكرم نزلها، ووسع مدخلها، وتجاوز عنها وارحمها يا رب العالمين. ارتاحت من عذاب المرض وملهيات الدنيا، يا رب اجعلها راحة وهناء لا يزول في جنتك. ربنا اغفر لها وارحمها، ربنا آنس وحشتها، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة.. ربنا عوضها شبابها في قربك. ربنا إنه أول رمضان نصومه بدون أروى.. وأول عيد نفرح به من دونها.. ربنا فألهمنا ووالديها الصبر والسلوان في فقدانها.. ربنا تقبلها عبدة صالحة.. ربنا اجعلها شفيعة لوالديها.. ربنا اجعل ما أصابها من مرض، تكفير ذنوب لها.
mroom@hotmail.com