فلقد وافى الأجل المقدر ابن أختي الغالي وأخي من الرضاع -سعد بن عبد العزيز الشويمان- البار الواصل الحنون يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر شعبان لهذا العام وقد حل خبر وفاته على الجميع ممن عرفه وقرب منه فاجعة أليمة ولكنه الموت سنة الله في خلقه كا هي سنته في أنبيائه وأصفيائه {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} ولست أقول إلا ما قال رسولنا الكريم (لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى).
اعلم (أبا عبدالعزيز) أنني أحببتك حتى فارقت الحياة، أما وفاتك فلكل أجل كتاب، فقد أحببناك أبا عبدالعزيز فرحمك الله وجعل الجنة مثواك. هكذا أبا عبد العزيز فوجئت بخبر وفاتك، وهكذا يا (أبا عبدالعزيز) كان قضاء الله وقدره.
ودعني أتحدث عن مآثرك؛ كنت تحب أسرتك مضحيا بالغالي والنفيس في سبيلها قبل العناية بأسرتك الصغيرة.، كنت كريماً في خلقك غنياً في نفسك، أما الكرم فمن طباعك، ومحبة الآخرين من خصالك. يا (أبا عبدالعزيز): إذا كان للشهامة تاج فأنت تاجها، وإن كان للطيبة شعار فأنت شعارها
. لقد علّمنا وفاتك أن البر والصلة وكرم الأخلاق تبقي للمسلم الذكر الحسن والمعين الذي لا ينضب من شهود الله في أرضه، ولقد ورد في الخبر (أنتم شهود الله في الأرض). لقد شهدناه خبر عين في جماعات توافدت يوم جنازتك تصلي عليك وتقف على قبرك وتدعو لك وتأسى لفقدك ما بين مكذب للخبر ومفجوع من النبأ، وآخرين كثر يتحدثون عن خصال حميدة ومآثر طيبة وحسن علاقة في عمل وجوار وصداقة وتعامل وقرابة، وكانت في حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ منك حيا.
وأما والدته أختي رعاها الله فأحسن الله عزاءها وأعظم أجرها فلتصبر ولتحتسب ولتبشر بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة). وبالحديث الآخر عن أبي موسى رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد) ولتحمد الله على كريم فعاله بها وبأسرته صلة وبرا وشفقة.
لقد رأيت فيه رحمه الله من البر بأمه وطواعيته لها ما يسر القلب ويبهج النفس بل وحق لعين أن تبكيه لذلك، ولكن أقول: تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ? وإنا لفراقك يا سعد لمحزونون.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، اللهم افسح له في قبره ونور له فيه، اللهم اخلفه في عقبه في الغابرين وألهم زوجته وذريته ووالدته وإخوانه الصبر والاحتساب، اللهم أصلح له ذريته واحفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك وقر بهم أعين والدتهم واجمعهم بوالدهم في مقر رحمتك وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.