(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)، هذه الحقيقة التي لا تكاد تقف دقيقة واحدة تحدث وتتكرر بلا توقف فحيث تكون الحياة يكون الموت وعلى الرغم من هذه الحقيقة إلا أن الإنسان يفجع والعين تدمع والقلب يحزن على فراق حبيب أو قريب أو إنسان كان له أثر دائم في حياة الأمة، وفي يوم الاثنين 21-8-1431هـ توفيت الأخت شيخة بن علي زيد الدريهم.
|
لقد رحلت ورحل معها ذلك الوجه المشرق الطاهر الوضاء والمتلألئ بنور الإيمان وطاعة الرحمن إلى دار البقاء والخلود.
|
يا أختاه ها أنت ترحلين عن الدار الزائلة فذرفتِ الدموع وتوجّع الأهل والأقارب وكل من عرفك وتعامل معك وقابلك لأن أخلاقك العالية كانت علاقة بارزة في سيرتك الطيبة والحنان الذي كنت تبذلينه للصغير والكبير من أبرز صفاتك، والتعامل الإنساني الراقي مع الجميع بلا استثناء، كان ميزة أخرى من سماتك الرائعة ولقد كنت محبة للجميع ومحبوبة من الجميع وهذه نعمة من الله وفضل منه، وكنت صابرة محتسبة رغم ما تقاسينه من آلام مبرحة وكنت راضية بقضاء الله وقدره. يا أختاه ما رحلتي من هذه الدنيا بل سكنتي أعماق قلوبنا مثلاً وقدوة وذكرى جميلة وستبقين كذلك.
|
لذا لم أستغرب الوفود الغفيرة التي أتت من كل حدب وصوب معزية في فقدك وكل ألسنتهم تلهج بالدعاء لك بالرحمة والمغفرة والفوز بالجنة والنجاة من النار.
|
يا أختاه لقد رحلت عن هذه الدار الفانية وأنا في خارج المملكة وكان الألم شديداً على النفس ولكنه قضاء الله وقدره وهذه بعض الأبيات التي تجسد حالتي النفسية عند سماعي بالخبر المفجع:
|
ويلاه يا أختاه إني |
في غربتي أتألم |
إذا جاء نعيك ففاضت |
مدامعي هي كالدم |
وأحر قلباه يا أختاه |
ولوعتي لست أكتم |
مرارة الموت أذكت |
في القلب ناراً تظرم |
الحزن ما زال يسري |
في القلب ما عاد يرحم |
أطل فجر جديد |
فلت أسلو وأنعم |
لكن ذكرك أصابت |
جرحاً من الجرح أقدم |
ذكرت فيك صفات |
منها الحنان أعظم |
ذكرت تلك السجايا |
يا من من الجود أكرم |
ذكر الله كان دوما |
على شفاك يترسم |
يا كاشف الضر عنا |
وأنت يارب أعلم |
أمنن عليها بجنات عدن |
وأنهلها من عفوك يأرحم |
وأعصم قلوب بنيها |
بالصبر إنك تعصم |
وفي الختام أسأل العظيم رب العرش العظيم أن يتغمدك بواسع رحمته وبواسع مغفرته وأن يسكنك فسيح جناته وأن يصلح ذريتك ويلهم الصبر والسلوان ولا تقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ).
|
وزارة التعليم العالي |
|