** أبا سهيل..
غبت عنا.. بعد أن كنت المثير فينا.. رحلت عن دنيانا بعد أن كنت العاشق بيننا للجمال.. والحماس.. والعطاء.
** أبا سهيل..
تركتنا.. وقد كنت.. وزيراً مسئولاً.. ومثقفاً واعياً.. وقلماً ندياً.. وشاعراً مرهفاً.. ورجلاً مثيراً..
ودعني أبا سهيل أن أقف.. عند هذه الكلمة «رجلاً مثيراً» أجل كنت مثيراً.. مع كل الذين أحبوك.. وكل الذين اختلفوا معك..
** في عين العاصفة.. عند غزو الكويت.. كنت مثيراً وأنت تحمل قلمك بإثارة التصويب رصاصاً في وجه العدوان.. والظلم.. في قصائدك.. حين تسكبها غزلاً رقيقاً.. أو وصفاً جميلاً تبدو مثيراً وأنت تحرك كوامن من الإعجاب في دواخلنا.
** في رواياتك.. التي يقرأها المختلفون معك أكثر من الذين يتفقون تظل مثيراً في طرحك لموضوعات هذه الروايات التي ستظل طويلاً مثار حديث.
** في كتبك.. التي أصدرتها متضمنة تجاربك.. وآراءك كنت فيها مثيراً بجرأة طرحك وصدق معانيك..
** في مسؤولياتك.. كنت وزيراً مثيراً.. حين عبرت بإخلاص المسئول.. إن الكهرباء حق لكل مواطن.. وأنت وزير الكهرباء، وإن الصحة.. ننشد رقيها من أجل كل مواطن.. وأنت وزير الصحة.. وإن الماء عنوان الحياة وأنت وزير المياه.. وإن المواطنة ألا يبقى عاطل عن العمل أو يختفي خلف التستر وأنت وزير العمل.. وكنت مثيراً في كل تصريحاتك.
** أبا سهيل..
الذين أحبوك.. كانوا يرون فيك فارس كلمة.. وشاعر إبداع ووزير إخلاص.. وسفير نجاح.. وكاتب تميز والذين اختلفوا معك.. كانوا يرون فيك.. صدق نواياك وحماسة إخلاصك.. ونقاء سريرتك.. وبهاء ثقافتك وعمق وفائك.. لوطن.. لم تبخل فيه عطاء من أجل خدمته ولمليك منحته كل حبك وإخلاصك.. ولشعب أفنيت عمرك من أجله.. عبر كل مواقع المسؤولية التي تحملتها وعشقت التحدي في ركابها.. فكنت المثير حقاً في كل شيء..
** أبا سهيل..
الخالدون.. هم الذين يمضون عن هذه الدنيا.. وقد تركوا من خلفهم بصمات باقيات لا تموت برحيلهم.. لكنها تظل خالدة في صفحات تاريخ وعقول أجيال تمجيداً لما تركوه من أعمال وما خلفوه من عطاء. وما غرسوه من جهد..
وإذا كنت.. أبا سهيل.. قد رحلت عنا.. وكنت المثير فينا.. إلا أنك ستبقى في ذاكرتنا ضمن الخالدين.. وستظل في تاريخنا أبداً كما كنت المسؤوا الذي أحببناه إخلاصاً والأديب الموهوب الذي قرأناه وحفظناه شاعراً وكاتباً وروائياً مبداعاً.
ستظل غازي القصيبي.. الذي عاش بيننا رجلاً مثيراً، ورحل عنا فقيداً غالياً.. وترك في نفوسنا حزناً عميقاً.. رحمك الله.