لا شك أن المشاريع الجديدة التي أقرتها الدولة لبناء مقار جديدة للسجون في عدد من مدن المملكة، سيدفع بالحالة السيئة لبعضها الى أوضاع أقل سلبية. فالكثير من الناس يتحدثون عن أوضاع لا تليق بالخطط التي سمعناها من اللواء الدكتور علي الحارثي، ولا شك أن هذه الأحاديث لا تأتي من فراغ، وهي التي قادت المسؤولين في وزارة الداخلية لإقرار المشاريع الجديدة التي صرح بها اللواء الحارثي.
إن هذه المراكز الإصلاحية، عند بعض المراقبين، هي أكثر أهمية من معظم المراكز الأخرى. ففيها تتحول حياة المجرم أو المخطئ إلى حياة أخرى. فإذا كان المركز الإصلاحي يقوم بعمله على أكمل وجه، فإن النزيل فيه، سيعيد ترتيب أوراقه، وسيخرج لا محالة، بأوراق حياتية أخرى، قد تعود بالنفع الكثير عليه وعلى أهله ومجتمعه الصغير والكبير. وأما إذا كان العكس، وكانت مرحلة احتجازه في المركز الإصلاحي، مرحلة فوضى وحرمان وانعدام لوسائل الحياة الطبيعية، فإن المحتجز سيخرج علينا، بعد فترة احتجازه، ناقماً حاقداً كارهاً يائساً محبطاً. ومعروف ماذا ستكون ردود فعل مثل هذا الإنسان.
نحن نقدر كل التوجهات التي تتوجهها الدولة لرعاية السجناء، أثناء وبعد مرحلة السجن، ولكننا نؤكد على أن تطبيق مثل هذه المشاريع تحتاج إلى جهود مضنية وإلى تنسيق دقيق مع كل الجهات التربوية والتعليمية والرياضية والترفيهية والصحية والغذائية والبيئية، وذلك لكي تنقشع غيمة الحالة البائسة لمسجونينا.