في الوقت الذي يندفع فيه العالم العربي إلى البحث عن سلام عادل للقضية الفلسطينية، يعطي الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته ويرفع المعاناة عن سكان المناطق المحتلة، تندفع إسرائيل نحو رفع سقف التوتر في المنطقة والابتعاد عن طريق السلام.
ومعالم التطرف الإسرائيلي تتشكل من رئيس الوزراء المتطرف المعادي للسلام نتنياهو إلى وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك المعروف بولوغه في المجازر الموجهة نحو الشعب الفلسطيني وإلى الوزير المتطرف للخارجية، وأخيراً وليس آخراً ترشيح يؤاف غالانت قائد المنطقة الجنوبية صاحب مجزرة غزة ليكون رئيساً للأركان خلفاً لأحد أكبر المتطرفين في إسرائيل غابي إشكنازي.
فكل هؤلاء لا يعرفون السلام في قاموسهم، ولهم تاريخ مشين في القتل والتدمير، ومن ثم لا ينتظر أن يكتب لعملية السلام أي نجاح، بل ستمضي إسرائيل في السير نحو تصفية القضية الفلسطينية على النحو الذي تريده وترغبه والمؤسف أن يظل التراخي هو ما تتسم به المواقف العربية وحتى الفلسطينية الرسمية رغم وضوح موقف إسرائيل في أنها لا تنوي إحلال السلام بأي شكل كان.
لا أعرف كيف نصدق أن إسرائيل يمكن أن تسعى إلى السلام وهي تركض في تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية، وتقضي على كل ما يؤكد على عروبة القدس خاصة وفلسطين عامة، ولا نعرف كيف يكون السلام الإسرائيلي وهذه المستعمرات تتمدد يوماً بعد يوم على ما تبقى للفلسطينيين من أراضيهم التاريخية وهي مساحة فلسطين كلها.
ترشيح يؤاف غالانت صاحب التاريخ الدموي هو حلقة جديدة في سلسلة التأكيدات الإسرائيلية على رفض السلام.
صقور إسرائيل وسفاحوها يقابلهم تحت الضغط الغربي والأمريكي خاصة حمائم الفلسطينيين فكيف يكون التفاوض بين الصقور والحمائم؟
وكيف يكون السلام بين الباحثين عن إنهاء القضية الفلسطينية وسلب الأرض يوماً بعد آخر؟ وتهويد القدس بتدمير كل ملامحها العربية الإسلامية والمسيحية وبين حالمين يرزحون تحت الضغط الغربي يقدمون التنازلات كل يوم حتى لا يوصفوا بالتشدد ويثبتوا للغرب أنهم محبون للسلام.
المعادلة صعبة وعجيبة، أهل الحق يتخاذلون، وأصحاب الباطل يتمادون لأنهم يحتمون في ظل قوة عسكرية هائلة ودعم غربي أمريكي غير محدود.