باستغراب شديد يتابع المرء التنسيق والعمل المشترك في تنفيذ العمليات الإرهابية من قبل تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تختلف مع هذا التنظيم في الانتماء الأيدلوجي والمذهبي.
فلقد لاحظ المتابعون لما يجري في اليمن والعراق أن هناك تعاوناً وتنسيقاً بل ومشاركة في تنفيذ العمليات الإرهابية في المحافظات الجنوبية بين تنظيم القاعدة والانفصاليين في تلك المحافظات رغم أن أعضاء القاعدة يزعمون بأنهم سلفيون إسلاميون في حين الجميع يعرف أن الانفصاليين في تلك المحافظات يقودهم الماركسيون ويوجههم (السيد) علي البيض..!!
في العراق فضيحة القاعدة أكبر، إذ كشفت المعلومات التي أكدتها نوعية المتفجرات والعبوات اللاصقة ونوعية أحزمة الانتحاريين أن هناك تعاوناً مشتركاً بين تنظيم القاعدة والمليشيات الطائفية.
في الأسابيع الأخيرة، شهد العراق سلسلة من العمليات الإرهابية؛ إذ أقدم مسلحون في حي الأعظمية على مهاجمة نقاط ومراكز للشرطة بقذائف صاروخية (صناعة إيرانية) وأسلحة خفيفة مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، ورفع المسلحون أعلام ما تسمى ب (دولة العراق الإسلامية) مع أنهم تركوا فوارغ لقذائف صاروخية إيرانية الصنع! وفي ساحة اللقاء في حي المنصور قام إرهابيون بقتل عناصر من الشرطة بأسلحة كاتمة للصوت، وأضرموا النيران بجثثهم وأيضاً رفعوا أعلام (دولة العراق الإسلامية) ويوم الثلاثاء 17 أغسطس - أيلول، فجّر انتحاريٌ نفسه وسط جمع من المتقدمين للتجنيد العسكري في مبنى وزارة الدفاع السابق في باب المعظم ليتسبب في مقتل وجرح 217 عراقياً بريئا جاؤوا يبحثون عن عمل!
تزايد هذه العمليات والكشف عن معدات وأسلحة وعبوات ناسفة صناعة إيرانية، تظهر أن هناك تعاوناً وتنسيقاً عالياً بين تنظيم القاعدة وفيالق الإرهاب الإيرانية المكلفة بالعمل في العراق يؤكده زيادة العمل الإرهابي الذي نفذ في مناطق (سنية مغلقة) وبعناصر من القاعدة وبأسلحة إيرانية والتي جاءت متزامنة مع عودة المدعو (أبو درع) من إيران بعد أن هرب إليها لملاحقته من قبل القوات العراقية لقيادة فرق الموت والمليشيات الطائفية.
أبو درع يلقبه العراقيون ب(زرقاوي الشيعة) لأنه الوجه الآخر للعمليات الإرهابية الطائفية إذ كان كل منهما هو و»نظيره الآخر أبو مصعب الزرقاوي» ينفذ عمليات الفتنة الإرهابية ولكن هذه المرة يقوم أبو درع بالعمل سوياً مع تنظيم القاعدة بعد أن وجد (من يدعم التنظيمات الإرهابية) بأن الوقت لا يسمح بتوزيع الأدوار بين متطرفي السنة والشيعة، بل عليهم توحيد عملهم حتى يملؤوا الفراغ كما وعد رئيس النظام الذي يدعم كلا الطرفين.
jaser@al-jazirah.com.sa