وقع تحالف شركتي «تبريد السعودية» وشركة «إس إن سي لافالان» الكندية مع «شركة الاستثمارات الرائدة»، المطور لمركز الملك عبد الله المالي بالرياض، عقداً لتصميم وإنشاء نظام تبريد مناطق لتوفير خدمة نظم تكييف الهواء للأبراج المكتبية بمركز الملك عبد الله المالي مع تشغيل وصيانة النظام لمدة عشرة أعوام. وتبلغ الطاقة الإجمالية للمشروع (100) ألف طن تبريدي، ويعد الأكبر من نوعه بالمملكة. وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين طاقة كل مرحلة خمسون ألف طن تبريدي، ويبدأ تشغيل المرحلة الأولى في الربع الأول من عام 2011م، وتشغيل المرحلة الثانية في الربع الأول من عام 2012م.
وشهدت دول مجلس التعاون الخليجي خلال العقد الماضي توسعاً كبيراً في مجال تقنية نظم تبريد المناطق لأغراض تكييف الهواء للأبراج المكتبية والسكنية لما توفره هذه التقنية من مكاسب اقتصادية وبيئية، حيث تؤدي تطبيقات هذه التقنية إلى وفر كبير في استهلاك الطاقة الكهربائية يصل إلى قرابة 40% مقارنة بالنظم التقليدية للتكييف كما تستخدم هذه التقنية غازات التبريد المتماشية مع المواصفات البيئية التي تفرضها اتفاقيات منظمة الأمم المتحدة في مؤتمري كيوتو ومونتريال الخاصين بتقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون للمحافظة على طبقة الأوزون المحيطة بالغلاف الجوي، كما تستخدم هذه التقنية مياه الصرف الصحي المعالجة للتماشي مع معايير المباني الخضراء التي يفرضها مجلس المباني الخضراء الأمريكي (LEED).
ويتلخص عمل هذه التقنية في إنتاج مياه منخفضة الحرارة من محطة مركزية للمبردات الصناعية كبيرة السعة ويتم توزيع هذه المياه عبر شبكة من الأنابيب المعزولة يتم وصلها إلى كل مبنى ويجري من خلال المبادلات الحرارية خفض درجة حرارة المياه المستخدمة للتكييف في المبنى واسترجاع المياه مرتفعة الحرارة إلى المحطة المركزية لإعادة تبريدها ثم ضخها من جديد بالشبكة.
جدير بالذكر أن شركة «تبريد السعودية» هي شركة مساهمة مقفلة مملوكة من قبل «أكوا القابضة» التي تختص بتنمية البنية التحتية في مجالات عديدة والشركة الوطنية للتبريد المركزي الإماراتية التي تعد واحدة من أكبر الشركات المتخصصة بتطوير وتشغيل نظم تبريد المناطق في العالم، حيث تمتلك 44 محطة بطاقة إنتاجية مركبة تفوق 449 ألف طن تبريدي وتتواجد في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي.
وسبق لشركة تبريد السعودية مؤخراً توقيع عقد مماثل لتطوير نظام للتبريد لصالح شركة «أرامكو السعودية» لخدمة مباني الشركة في الظهران بطاقة 32000 طن تبريدي، كما تعمل الشركة حالياً على تطوير مشاريع مماثلة في المدينة المنورة وجده ومكة المكرمة.
وصرح سعادة الأستاذ محمد بن عبد الله أبونيان، رئيس مجلس إدارة شركة تبريد السعودية أن الشركة تشعر بالفخر للمشاركة في أعمال البنية التحتية لمركز الملك عبد الله المالي والذي يعد من أهم المشاريع الإستراتيجية في المملكة ويضم أهم المؤسسات المالية والاقتصادية فيها. وكما يعكس اختيار «شركة الاستثمارات الرائدة» لتطبيق تقنية التبريد المناطقي مدى الوعي بالأهمية البيئية والاقتصادية لهذه التقنية الحديثة وحرص المسئولين في الشركة على خفض استهلاك الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل نظم التكييف والتي تستهلك بالمعدل 70% من الطاقة الكهربائية للمباني.