الخرج - فهد القحطاني
وجد الموقف البطولي للشاب الذي أسهم في إنقاذ الأطفال الذين رمت بهم أمهم من سطح العمارة التي شبت فيها النار بالخرج، وجد إشادة بالغة من الجميع، الذين امتدحوا موقفه البطولي الذي كان له الفضل بعد الله تعالى في الإنقاذ.
(الجزيرة) التقت الشاب (المنقذ) نايف النويبت (29 عامًا) الذي يعمل في إدارة الأسلحة والمدخرات بالخرج وسألته عن المشهد ودوره فيه فقال: في البدء أنا لم ابتغِ بعملي هذا سوى وجه الله، أما القصة فقد حدثت تفاصيلها أثناء ذهابي للمشاركة في دورة رياضية وصادف أن مررت بشارع العمارة المنكوبة وشاهدت النيران والدخان يخرج من باب العمارة بشكل كثيف، ولفت انتباهي صراخ واستغاثة الأم للمارة، فلم أدر بنفسي إلا وأنا أوقف السيارة وأمضي مسرعًا إلى العمارة.
ويواصل النويبت: استطعت الدخول من باب خلفي والوصول إلى فتحة مكيف وأنا أسمع صراخ الأم، مشيرًا إلى صعوبة الموقف، المهم مع العزيمة استطعت تلقف الطفل الأول والثاني من الأم وأما الطفلة الثالثة فسقطنا أنا وهي على سطح أحد المحلات ونهضت بعد أن تأكّدت من سلامة الطفلة، وكان الدم ينزف مني ومع ذلك واصلت الإنقاذ مع شقيق الأسرة المنكوبة الذي تصادف وجوده في زيارة لهم وبعد إنقاذ الأطفال الخمسة أردت الصعود إلى سطح العمارة من أجل إنقاذ الزوجتين ولكن سقطت من شدة الألم والدخان الكثيف الخانق في ممر الدرج وأمسكت بقدم أحد رجال الدفاع المدني وتم إخراجي وأنا أشعر بألم شديدة واختناق ولا أدري كيف وصلت إلى منزلي.
الطريف في الأمر أن ملابسي التي كان يوجد بها آثار من الدماء قد صعقت أسرتي لدى رؤيتها لاعتقادهم بأنني مصاب في حادث، إلا إني أخبرتهم بما حدث ومن شدة الألم ذهبت إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة من منزلي ونصحني الطبيب المعالج بضرورة الذهاب إلى المستشفى.
ويتذكر نايف أنه سبق وأن أنقذ فتاة بعد حادث دهس ونقلها إلى المستشفى.
من جهة أخرى قال والد الأطفال مكاري حسن العيسى لـ(الجزيرة): إنه كان يؤدي صلاة العشاء والتراويح في المسجد المجاور لمسكنه وقت وقوع الحريق، مضيفًا: وبعد انتهاء الصلاة حضرت ولما شاهدت أطفالي لم أتمالك نفسي ولم أحس بها والدموع تنهمر من عيون فرحًا بسلامتهم ووالدتهم وأطفال شقيقي وزوجته.
وذكر مكاري أنه يعمل سائقًا في مؤسسة خاصة وظروفه لا يعلم عنها إلا الله. أما زوجته أم الأطفال أم ريان قــــالت: إنها لم تفكر إلا في سلامة أطفالها، لأن الدخان كـــــان كثيفًا ولا يصــدق وخشيت عليهم من الاختنــاق وشكرت المولى أن هيأ لهم الشاب البطل نايف النويبت الذي قام بدور بطولي في الإنقاذ.