Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/08/2010 G Issue 13845
الاربعاء 15 رمضان 1431   العدد  13845
 

غروب غازي

 

يا عالم الغيب: ذنبي أنت تعرفه

وأنت تعلم إعلاني وإسراري

وأنت أدرى بإيمان مننت به

علي.. ما خدشته كل أوزاري

أحببت لقياك.. حسن الظن يشفع لي

أيرتجى العفو إلا عند غفار؟

من: حديقة الغروب.. د.غازي القصيبي رحمه الله

غروب غازي!

أمام مرآة حديقة الغروب!

سرْ حيث أنتَ يناديكَ الغروبُ هنا:

((أما سئمتَ ارتحالاً أيها الساري؟))

لم يبقَ للصوتِ إلا الصمتُ منتظراً

صدى رحيلكَ من دارٍ إلى دارِ

من أين جئتَ؟ سؤالٌ في مسافته

ألقى رؤاكَ..أطلتْ خلفَ أستارِ

يا أيها الرجلُ المملوءُ من (وطنٍ)

رباه يا....أين منها صوتُك الساري؟

ما زلتَ تجري..وتسقي في حدائقه

(رياضَه)..بين أوراقٍ وأزهارِ

حركتَ أغصانَه الخضراءَ فانتفضتْ

أحلامُ موطنِ عشاقٍ وسمارِ

كم كنتَ تزرعُ دربَ العمرِ أسئلةً

تظلُ ترقبُ ميلاداً لأفكارِ

من أين؟..قد جئتُ هذا العمرُ يحملني

لشاطئٍ ما غزاهُ شوقُ بحارِ

ركبتُ سبعينَ بحراً..جبتُ أوديةً

ألقتْ بيَ الريحُ من خَطْرٍ لأخطارِ

يا أنتَ.. يا قامةً تمتدُ في دمها

يعبقرُ الشعرُ ديواناً (لآذار)ِ

هذي مراياكَ يا (غازي) ملامحُها

-رغمَ العواصف- قد جادتْ بآثارِ

إنْ ساءلوني: أما كان الذي(...) فهنا:

شهادتي قد تراءتْ بين أشعاري

أو ساءلوني...فذي ذكراكَ ساكبةً

عطرَ المروءةِ بين الشعبِ والجارِ

أو ساءلوني...فذي أوطانكَ ابتسمتْ

وحدثتْ عنك من طورٍ لأطوارِ

كم كان يخرجُ من أعماقه رجلٌ

بنى مدائنَ من وعيٍ لأحرارِ

يشدني لكَ عمرٌ قد قرأتُ به

أنباءَ رحلةِ مسكونٍ بإصرار

قل للذين َبنَتْ أهواؤهم مدناً

من الجفاءِ، وصاغوا لحنَ ثوارِ

تبغونني دون ذنبٍ..دون عاصفةٍ

مرتْ على العمرصارتْ طيفَ تذكارِ

هذا أنا : ياااا إلهي أنتَ لي أملي:

(أيرتجى العفو إلا عند غفارِ)

هذي بقاياكَ من وحي الغروبِ غفَتْ

واستيقظتْ: أين محبوبي وقيثاري؟

وذي حناياكَ يا (غازي) التي جأرتْ:

يا رحمةَ الله: تطهيراً لأوزاري

سرْ حيثُ أنتَ تناديك الحروفُ هنا:

قد انتهى من عناءِ الرحلةِ الساري!

محمد بن سعد الدكان

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد