بعد رحلة طويلة مفعمة بالتفاؤل والطموح وحياة في الإدارة، وحياة تنوّعت فيها الثقافة والأدب والشعر والكتابة والرواية والسياسة والدبلوماسية غيّب الموت معالي الوزير الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي في أيام فضيلة ومباركة في شهر رمضان الكريم، فقد كان - رحمه الله - مثقفاً ومتميزاًً ومتعدّد المواهب، فقد لقبته صحيفة الجزيرة (بالاستثنائي) لما له من إبداعات تميّزه عن غيره، فقد خلّف الكثير من المنجزات للوطن وإسهامات صحافية متنوّعة وغزارة في الإنتاج حتى إن القارئ يستمتع عندما يقرأ له.. والحديث عن إنجازات القصيبي للوطن وما قام به من أعمال لا يسع المجال لذكرها وسأذكر بعضاً منها - فكرة إنشاء جمعية لرعاية الأطفال المعاقين وشركة (سابك) وأول مركز لأمراض الكلى وغيرها....، وكانت له اهتمامات كبيرة بتنمية الشباب السعودي الطموح وذلك بتشجيعهم وحثهم على اكتساب المهارات التي تعود عليهم بالفائدة في مختلف الأعمال والحرف وأن يكون الشاب ذا طموح متجدد لا أن يقف حائراً يبحث عن وظيفة متواضعة لا يستطيع أن يتقدم بها أو أن يتميّز، وعند زياراته لمعاهد تدريب الشباب والأعمال يتيح الفرصة للاستماع ولمناقشة وطرح الأسئلة وإبداء المقترحات ويقوم بالرد عليها بكل أريحية وغالبًا تكون ردوده ومشاركته تفاعلية، ومن تلك التفاعلات يقوم بارتداء ملابس تلك الأعمال ويغلب على زياراته التشجيع والتفاني في التدريب والتحصيل العلمي لكي ينعكس على الأداء، موضحاً لهم أنه وغيره من المسؤولين لم يصلوا لتلك المناصب إلا بالمثابرة وتحمّل الأعباء ولا أحد ينتقص أي عمل أو مهنة يمارسها وأن يتلقى الدورات والتدريبات عليها وتكون له بإذن الله سنداً في جلب الرزق وأن يكتسب المزيد من الخبرات ويترقى ليحصل على أعلى المراتب، إن لغازي مآثر ومناقب كثيرة وصفحات مشرقة في سماء الوطن. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.